الاختلاف من طباع البشر .. والتنازع المهلك من صفات الحمقى !
* الله ، الذي خلق البشر ، جعلهم مختلفين ..!
* والله ، أمرعباده المؤمنين ، بعدم التنازع المؤدّي إلى الفشل ، المؤدّي ، بدوره ، إلى ذهاب الريح ؛ أيْ : الهلاك !
* الشعوب تختلف فيما بينها ، والشعب الواحد يختلف أبناؤه ، فيما بينهم .. وكذلك الحلف الواحد ، والقبيلة الواحدة ، والحزب الواحد ، والأسرة الواحدة ..!
* لكن ..
1) الاختلاف المؤدّي إلى التنازع ، مهلك للمتنازعين ، داخل الصفّ الواحد ، أياً كانت صفتهم ..!
2) الاختلاف المؤدّي إلى التنازع ، ضمن الصفّ الواحد ، في أوقات الأزمات ، يسرّع في الهلاك ، ويدلّ على الحماقة ..!
3) الاختلاف المؤدّي إلى التنازع ، ضمن الصفّ الواحد ، على أمور تافهة ، يدلّ على التفاهة ، مع الحماقة ..!
4) الاختلاف المؤدّي إلى التنازع ، ضمن الصفّ الواحد ، إذا كان يؤدي إلى هلاك الآخرين، الذين هم أمانة في رقاب المتنازعين .. يدلّ على عدم الإحساس بالمسؤولية ، إزاء ارتكاب الجريمة ، الناجمة عن التنازع ! ويدلّ ، بالتالي ، على قبول ضمني ، بهذه الجريمة ! فتضاف إلى الحماقة والتفاهة ، النزعة الإجرامية !
5 ) ذرائع التنازع كثيرة ، ومتباينة في قدرتها على الإقناع ، وفي درء المسؤولية ، عن أيّ طرف من أطراف النزاع .. وكل طرف يستطيع أن يسرد منها ، ما يدفع به عن نفسه ، صفات الحماقة والتفاهة والنزعة الإجرامية .. ويلقي بها على أكتاف الآخرين !
6 ) المعايير التي تستخدم ، في تحديد الأهمّية والحجم ، لكل مسألة مختلفٍ عليها .. سهلة التناول ، لدى عقلاء البشر، جميعاً ! فكل مجموعة ، كبيرة أو صغيرة ، إذا كان فيها عقلاء ، قادرة ، بالضرورة ، على وضع المعايير، التي تضبط اختلافها واتّفاقها ، حول المسائل المطروحة فيما بينها !
7) الحزم في الأمور، إزاء الأخطار المتوقّعة من التنازع ، هو عنصر من عناصر الحكمة! وهذه أرقى تجلٍّ من تجلّيات العقل الإنسان السامي ، حتّى لو لم يكن فيه نبل إنساني ! فإذا وجِد معه النبل ، فثمّة الإنسانية السامية ، المتجسّدة في رجال ، أو في نساء ؛ إذا كان للنساء دور في المسائل المطروحة !
8) التنازع المؤدّي إلى الهلاك ، هو فتنة مدمّرة داخل الصفّ الواحد ! والله يهدّد مثيريها ومسبّبيها .. ويبّين لهم أنهم لن يكونوا ، وحدهم ، وقودها .. بل سيحملون الآثام ، عمّن يهلك فيها بسببهم ! وذلك في قوله تعالى ، واتّقوا فتنةً لا تصيبنّ الذين ظلَموا منكم خاصّة ..
وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً .. لا يدافع عنه فريقه الذي يناصره ، وليس له من دون الله وليّ ولا نصير!
وسوم: العدد 747