قصة واقعية من امريكا وقصص واقعية من وطني سورية
اعزائي القراء
منذ حوالي ٢٠ عاماً اهتمت كل الاقنية التلفزيونية الامريكية ومعها مختلف وسائل الاعلام بقصة الطفل ذو ال ٤سنوات الذي كان يلعب في مزرعة العائلة ،حيث غفل عنه أهله فسقط في بئر قطر فوهته لاتزيد عن ٥٠ سم بحيث كان هبوطه في البئر بشكل حصري تقريباً فاستقر الطفل عند مستوى ٢٠ متراً من فوهة البئر .
الولايات المتحدة بكل سكانها استنفرت وهي تتابع اولاً بأول على شاشات التلفزيون محاولات فريق الإنقاذ وهي تناقش افضل الحلول وأسرعها لإنقاذ الطفل والذي قد تنتهي حياته في أية لحظة ، وأكثر من ذلك فقد تابعت الادارة الامريكية بكل منتسبيها بدءاً من رئيس امريكا الى وزرائه الى موظفيه الى الشركات والمكاتب الخاصة والجميع يتمتم بالدعاء لله بإنقاذ الطفل ،
الامريكيون اعينهم مسلطة على شاشات التلفزيون
وانا والعائلة كنا متسمرين امام التلفزيون مشدودي الاعصاب ونحن نتابع عملية الإنقاذ حيث بدات العملية على الفور بضخ الأوكسجين الى مستوى موقع الطفل بواسطة خرطوم مرن ثم استقر الرأي على حفر بئر على بعد ٢ متر من بئر سقوط الطفل .
كانت الحفارة تعمل بدقة وبسرعة ورجال الإنقاذ تزيل الأتربة بينما أطباء تتابع الحالة الصحية لتنفس الطفل ولنبضات قلبه باجهزة عن بعد ، استمر الحفر السريع لعدة ساعات حيث انزل احد رجال الإنقاذ بالحبال الى مستوى توقف الطفل حاملاً معه كاميرا تلفزيونية كنا نتابع عن طريقها التطورات تحت الارض وحفارة أفقية تخرج التراب من النفق الأفقي الواصل بين البئرين الذي تم تصميمه للوصول الى مستوى اقدام الطفل وكان تراب حفر النفق يرفع الى الأعلى عبر عملية اوتوماتيكية دقيقة.
تم وصل البئرين عن طريق النفق وتنفس الملايين الصعداء ... ثم وصلنا اول تقرير عن حالة الطفل افاد عن حاله صحية معقولة .
كانت عملية الإنقاذ تتم تحت اعين وتعليمات الرئيس مباشرة مع ادارته ووزاراته .
ثم جاءت العملية الدقيقة وهي تمدد رجل الإنقاذ بالنفق الأرضي ومحاولة سحب الطفل لداخل النفق بعد ضخ مواد زيتية لتسهيل انزلاق الطفل في ماسورة البئر المعدنية وقد تمت بعناية وبطوء ودقه فائقة ، كنا نتابع هذه التطورات بأعصاب مشدودة مباشرة على شاشة التلفزيون وشعرنا ببعض الراحة بوصول الطفل ورجل الإنقاذ الى داخل البئر الإنقاذي ثم بديء بسحب رجل الإنقاذ والطفل معا ً
حتى وصلت العملية الإنقاذية الى نهايتها عندما أطل رأسان راس الطفل ورأس المنقذ ،
كان الطفل في حالة وعي كامل وهو يتحرك مع بكاء خفيف ينم عن حالة رعب وشيء من الالم حيث اصيبت احدى رجليه بكسر بسيط بينما كان التصفيق يلف المنطقة التي تجمع فيها الألوف من البشر لمتابعة العملية على الهواء مباشرة .
في هذه اللحظة ألقى الرئيس كلمة هنأ فيها عائلة الطفل وشكر فريق الإنقاذ والامة الامريكية التي تضامنت مع أسرة الطفل وفريق الإنقاذ .
ادخل الطفل المستشفى لفترة ايام وخرج منه والابتسامة تعلو وجهه وسط ابتهاج الشعب الامريكي
اعزائي القراء
عندما بدات بكتابه هذه القصة لكم كنت استعرض قناة الاورينت وهي تعرض لنا غارات الروس وغارات الاسد وهي تلقي حممها على الغوطة الشرقية بينما جثث الاطفال تنتشر على الارض بين الانقاض والغبار يعلو سماء الغوطة ورجال تتراكض بدون وعي لإنقاذ مايمكن انقاذه من جرحى لمئات الرجال والنساء والأطفال ..وأمهات تبكي وهن يصرخن بأسماء أطفالهن علهم يسمعونهم ليجدوهم جثثاً هامدة بينما غطى جثثهم الغبار من اثر القنابل .
بينما تتدلى بقايا لصورتين على وشك السقوط معلقتين على عمود كان يحمل مصباح انارة .الصورة الاولى تمثل مجرم اسمه حافظ الاسد وبجانبه مجرم اخر هو ابنه
مكتوب تحتهما : الرئيس حافظ الاسد بطل الصمود والتصدي وبجانبها كلمات تقول: هذا الشبل من ذاك الاسد.
اخواني
بعد هذه المشاهد شعرت ان حاسة الكلام لدي قد تعطلت ثم غبت عن الوعي بينما اثار دموع تنهمر من عيني كنبع ماء لاينضب ماؤه .
تحياتي
وسوم: العدد 748