سوء المآل : بين لسان الحال ، ولسان المقال !
( لسان حال بعض الأثرياء العرب ، في مواجهة الطاعون السَبَئي الزاحف إليهم ، الصانعِ منه والمصنوع !) : مصيبة بالرجال والعيال ، ودمار في الحال والمآل.. أهون من إنفاق شيء من المال..! / وعنّا لأمر أولي الأمر: ( وقِفوهم إنهم مسؤولون).
حين أثار ابن سبأ اليهودي (المعروف بابن السوداء) دهماءَ الناس ، في بعض أقاليم الدولة الإسلامية ، يحرّضهم ضدّ الخليفة الراشد عثمان بن عفّان ، وكتَب الرسائل المزيفة المتبادلة بين عثمان وولاته .. حتى هاجت الدهماء ضدّ عثمان ، وزحفت إلى بيته في المدينة المنوّرة ، وحاصرته ، وقتلت الخليفة المبشّر بالجنة ، ذا النورين ، زوج ابنتَي رسول الله ... ثم حين اخترع ابن السوداء ذاك ، مذهبَه السَبئي المعروف ، الذي ألّه فيه علياً ، كرّم الله وجهَه ، ونال جزاءه العادل ، مع الشرذمة التي اتبعته ، على يد علي نفسه .. لم يكن يخطر في باله ، أن دعوته الفاجرة تلك ، ستتردّد عبر الأجيال ، يتلقّفها جيل عن جيل ، حتى تتمخّض عن إمبراطورية ذات بأس وشوكة ، تسعى لاهثةً ، إلى التمدّد عبر أوصال الأمّة ، لتدخِل أبناءها في دين ابن سبأ ذاك ، مستغلّة الجهل والفقر ، ومقدّمة (الفقهَ السبَئيّ !) والمال الصفَوي ، وسطوة بعض الحكام ، الذين رضَعوا السبئية ، في بعض تجليّاتها الأشدّ سواداً وضلالاً !
1) وإذا كانت الثورة الإمبراطورية الحديثة ، هي آخر تجلّيات السَبئيّة الضالّة .. فإن من تجلّياتها التاريخية ، التي يحرص سبَئيّو العصر،على تذكيرنا بهابصفتها : (إشراقات!) نادرة ، في تاريخ الديانة السبئية الفذّة العجيبة ..من تجلّياتها تلك ، على مستوى الرموز والوقائع ، ما تختصره هذه الثورة الباهرة اليوم ، في ساحتين من ساحات نضالها الميمون ، هما ساحة العراق الأشمّ ، وساحة الشام المبارك ..! فهاتان الساحتان اليوم ، تختصران ـ لِمن لا يَعرف تاريخ السبئية ، ويحب أن يعرف شيئاً منه ـ ما يذهل الألباب ، من عبقرية السبئيّة وراضعي حليبها ، عبر أربعة عشر قرناً ! وحسبنا أن نشير، مجرّد إشارة ، إلى بعض الوقائع والرموز، ليَرجع إليها القارئ الكريم ، في مظانّها ، من كتب التاريخ القديم والحديث ، فضلاً عمّا يراه من التاريخ الحيّ المفتوح ، الذي يجري أمامه كل يوم ، بل كل ساعة ، ليرى كلّ فرد - حاكماً كان أم محكوماً - مصيره الباهر (الوشيك!) ، في المرآة السبئية ، المصقولة الناصعة :
*) أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي ، قاتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، وما يلقاه من تقديس ، عند أحفاد ابن سبأ ، في إيران اليوم !
*) المختار الثقفي وحركة التوّابين ( والتوّابون هم الذين خَدعوا الحسين ، وأخبروه بتأييدهم له ، وأغروه بالخروج على بني أمية ، ثم خذلوه ، وأسلموه لسيوف أعدائه! ثم أعلنوا توبتهم ، وندمهم على ما فعلوا ، وسنّوا لأنفسهم سنّةَ اللطم والضرب ، على الرؤوس والصدور، تعبيراً عن توبتهم تلك ..! وحملَ بعضهم السلاح ، مع أميرهم المختار الثقفي ، في مواجهة بني أمية ، وهزِموا ، وانتهت حركتهم المسلحة ، في ذلك الحين..!).
*) حمدان قرمط ، وحركة القرامطة( التي عاثت فساداً في البلاد ، في بعض مراحل ضعف الخلافة العباسية ) ، ثم قضي عليها بقوّة السلاح ، وانتهى خطرها ، ولم يبقَ منها ، سوى شراذم مبعثرة ، في أنحاء العالم الإسلامي.
*) الحَسن الصبّاح ، وحركة الحشّاشين ( وهي جماعة من الفُتاك الجهلة ، الذين انتقاهم الحسن الصبّاح ، وأغراهم بتعاطي الحشيش ، حتى إذا فقد أحدهم وعيَه ، نقله إلى حديقة غنّاء ، فيها أنهار وثمار من شتّى الأنواع ، وجَوارٍ حِسان ..! فإذا أفاق من غيبوبته وجد نفسه في هذه الجنة ..! وقيل له: هذه الجنة لك ، إذا قتلتَ فلاناً ـ خليفةً أو ملكاً أو أميراً.. ـ ، وإن قتِلتَ في هذه المهمّة ، عدت إلى هذه الجنّة ..! وهكذا مارسوا عمليات الاغتيال ، في طول البلاد وعرضها . وقد حاولوا محاولات عدّة ،أن يقتلوا صلاح الدين الأيوبي ، وكان الله ينجيه منهم في كل مرة. وقد أفسدوا في البلاد إفسادا عجيباً ، في مراحل عدّة من التاريخ الإسلامي ! وما يزال منهجهم في اغتيال الخصوم ، قائماً حتى اليوم ، وإن اختلفت الوسائل والأساليب والمغريات . وعمليات الاغتيال التي جرت في لبنان ، خلال ثلاثين سنة ، لرموز بارزة في الحياة اللبنانية، السياسية والثقافية ، وما تزال تجري حتى اليوم ، إنما تأتي ضمن هذا المنهج الصبّاحي الحشّاشي الفريد !
*) ابن العلقمي ، وتآمره مع هولاكو، الذي اجتاح بغداد ، وجعلها عبرةً من عبر التاريخ الإنساني ، على مرّ العصور..!
*) أبو سعيد الجَنابي ، وعصاباته التي اجتاحت مكّة المكرّمة ، وصنعت من جماجم الحجاج تلالاً ، وهدمت الكعبة المشرفة ، وسرقت الحجر الأسود ، وأخذته إلى البحرين ، وظلّ عندها بضعة وعشرين عاماً..!
هذا غيض من الفيض التاريخي للسبئيّة / وما كنا نحبّ ذكره ، لولا أن القوم يفخرون به، ويَعدّونه صفحات مشرقة في تاريخهم المجيد ، في مقارعة الظلم والجور والطغيان ، وفي ثورات التحرير السامية النبيلة!/. أمّا فيضها الحيّ المتدفق ، فهو صارخ ، شاخص أمام كل ذي عينين ، في العراق والشام ..! فالصانع منها ( اليهود في فلسطين..أحفاد ابن سبأ الأصليون ) يتلذّذ بذبح أطفال المسلمين ونسائهم ، كل ساعة ، على أرض فلسطين ..! والمصنوع ( السَبئية الصفَوية) يتلذّذ ، بثقب رؤوس المسلمين ، وصدورهم وعيونهم وعظامهم ، في أقبية العراق ( الديموقراطي المحرر!) .
2) المال والمآل : لقد دفعت دول الخليج عشرات ـ وربما مئات ـ المليارات ، لدعم صدام حسين ، في مواجهة المدّ السَبئي الصفَوي الزاحف ، في حرب استمرت ثماني سنوات ، كان الوقود البشري فيها جيشَ العراق وشعبَ العراق..! وكانت تسمّي العراق آنئذ ، البوّابة الشرقية للأمة العربية ..! هذه البوّابة ، التي إذا انكسرت تدفّق الموج الصفَوي التبشيري ، السياسي الإمبراطوري ، إلى سائر أنحاء المنطقة ، فأغرقها وابتلعها..! وحين انتهت الحرب بلا غالب ولا مغلوب ، وظلّ المدّ الصفَوي مكبّلاً متحفّزاً..واحتلّ صدام الكويت .. دفَعت دول االخليج ، مليارات جديدة أخرى، لإخراجه من الكويت ، بقيادة أمريكا .. ثم دفَعت مليارات أخرى ، لشراء أسلحة هائلة، تتصدّى بها لخطر صدام ، فيما لو فكّر بالاعتداء عليها ..! وظلّ محاصَراً ثلاثة عشرعاماً .. وظلّ المدّ الثوريّ الصفَويّ ، قابعاً يتربّص ، حتى أتمّ طابورُه العراقي الخامس ، مهمّته في تزيين احتلال العراق ، في عقل أمريكا وقلبها..! وجرّ هذا الطابور العراقي الصفَوي ، أمريكا ، مِن رسَنها ، لاحتلال العراق ، بتعاون قويّ من إيران ، يفخر به ساستها ، ويَمنّون به على أمريكا ، في كل مناسبة ..! وهنا أيضاً، أنفقت دول الخليج ، مضطرّةً ، المليارات ، لتشارك أمريكا ، سياسياً ولوجستياً ومالياً وأمنياً ، في احتلال العراق..! وانكسرت البوابة الشرقية ، واحتلّت إيران العراقَ، بطائرات أمريكا ، ودبّابات أمريكا ، ومارينز أمريكا..! وهيمنت السَبئية الصفَوية على العراق ، بشكل عجيب ، ودون أو توجِف عليه طهران ، هذه المرّة ، خيلاً ولا رِكاباً..! وبدأت تصفية السنّة في العراق ، بتوجيه سَبئي صفوي ، وتنفيذ أمريكي ! وتكفي إشارة واحدة ، من يدِ صفَوي ، لضابط أمريكي ، بأن ثمّة خليّة (إرهابية) في الرمادي ، أو الفلّوجة ، أو الموصل ، أو تلعفر .. حتى تغير طائرات أمريكا ، وتزحف دبّاباتها ، إلى المكان المشار إليه ، لتدمّره فوق رؤوس أهله ، أطفالاً ونساء وشيوخاً ..! فالعرس (تجمّع إرهابي!) والمأتَم (تآمر تخريبي!) وعابر السبيل (مشروع إرهابي!). ـ /أمّا إذا تأكّد الصفويون أن عابرالسبيل اسمه (عمَر) ، فإنهم يستأثرون به ، ليثقبوا رأسه بالمثقب الكهربائي ، ويَسملوا عينيه بأسياخ الحديد المحمّاة، ويَقرضوا لحمه بالمقاريض.. ثم يلقوه جثّة هامدة ، في نهر أو شارع أو فلاة! ثم ظهرت الأيدي السبئية الصفوية المتشابكة ، للعيان ـ بعد أن كانت تحرص على شيء من التكتّم ولو نسبياً ـ ظهرت أمام العالم كله ؛ إذ لم يعد لديها ما تخشاه ! بَرزت السلسلة الميمونة ، الممتدّة من إيران إلى لبنان ، مروراً بالعراق كله ، وبالشام كله ! وامتدّت الأصابع ، إلى اليمن وإلى مصر ، وإلى المغرب العربي كله !
لماذا !؟ هذا السؤال يطرحه كل من يخاف على دينه ودين أبنائه ، من الزحف السبئي الصفوي ، العارم المصمّم العنيد ..!
السذّج والبسطاء يصرخون : أين الرجال !؟ والعقلاء المطّلعون على حقائق الأمور يصرخون : أين المال!؟
ليوث العراق من سنّة وشيعة ـ غير صفويّة ـ وتركمان ، وكرد ، ـ غيرشوفينيّين ـ لا تنقصهم الشجاعة ، ولا العزيمة ، ولا العدد ، ولا الخبرة في القتال ، ولا الحماسة له، سواء أكان ذلك في مقارعة المحتلّين الغزاة ، أم في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وبيوتهم ، في مواجهة الميليشيات الصفوية ، التي تقتحم بيوتهم صباحَ مساءَ ، وتنتهك حرمات نسائهم ، وتختطف رجالهم إلى المقاصل والمَسالخ البشرية في الأقبية ..! كلا لا ينقصهم شيء من كل ما تقدّم ! ينقصهم شيء واحد فقط ، هو المال ! المال حصراً ! فبالمال يشترون السلاح ، وبه يطعمون أهليهم المضطهَدين الجياع ، وبه يطعمون الشباب الذين يحرسون المنازل والأحياء ، وبه يملكون بعض وسائل الإعلام ، التي تشرح قضيّتهم، وتبيّن مأساتهم للعالم ، وتكشف حقيقة ما يمارسه التحالف الغربي الصفوي ، ضدّهم ، من فظائع ، وما يجرّعهم إيّاه ، من ويلات ومرارات !
إن أيّة مقارنة ، بين ما يملكه هؤلاء الليوث المكبّلون المضطهَدون ، من قنوات فضائية في بلادهم ، وما يملكه الصفويون من هذه القنوات ، تظهِر بجلاء ، حقيقة الموقف ، لمن أراد التبصّر، وإدراك حقائق الأمور على الأرض ..! ويمكن القياس على هذا الأمر، في سائر الأمور! فأين المال!؟
لقد وقف هؤلاء الليوث ثماني سنوات ، أمام المدّ الصفوي الزاحف ، في حرب طاحنة، دون أن يحتلّ أحفاد ابن سبأ ، وابنِ العلقمي ، والجنابي ، وحمدان قرمط .. قريةً واحدة ، من بلادهم .. وذلك حين كانوا يقاتِلون ، تحت راية حكم طاغ مستبدّ ! أمّا اليوم فهم يقاتلون تحت راية عقيدتهم ، دفاعاً عنها ، وعن وطنهم ، وعن أعراضهم وكراماتهم ، وعمّن وراءهم من أبناء الأمة ، التي بدأ الطوفان يَمدّ سواقيَه وشلاّلاته ، في مدنها وقراها ، وقلوب نسائها وأطفالها ، وعقول كهولها وشبابها..! إن العراق ما يزال بوّابة للأمّة العربية .. لكنه اليوم بوّابة رجال ، رجال مؤمنين صابرين مجاهدين ، صدورُهم عارية، وظهورهم إلى الجدار! وهم بالمال قادرون ، بحول الله ، على كسر شوكة المدّ السبئي الصفوي الزاحف المدمّر! فأين المال !؟
أمّا البوّابة الشرقية الثانية ، فهي الشام ـ وربما ظنّ الصفويون أنها الأولى ؛ إذ يحسَبون أنهم هيمنوا بشكل تامّ على العراق ، وعاد إلى حظيرة إمبراطوريتهم (المعمَّمة!) ، بعد أن حرّرته سيوف سعد والمثنّى ، وخالد والقعقاع ، مِن ربقة الإمبراطورية (المتوّجة!) ، قبل أربعة عشر قرناً ـ !
لم يعد الزحف السبئي الصفوي اليوم ، إلى الشام وفي الشام ، خافياً على ذي بصر وبصيرة ؛ فقد امتدّت أذرعه الأخطبوطية ، في كل محافظة ومدينة وقرية ..!
عشرات الألوف من الإيرانيين ، حصلوا على جنسيات سورية ، ألوف منهم مجنّدون في حرس الثورة الإيراني ، وألوف منهم مبشّرون بالدين السبئي الصفوي ، وألوف منهم ينشرون الدعارة والمخدّرات ، بين أبناء الشعب السوري ، حول حسينيّاتهم ومَزاراتهم المقدسة ..!
ولقد صبّوا من الأموال ، على بناء المزارات والحسينيات ، والمعسكرات الخاصّة المحظورة على غيرهم ، وتشييدِ الأضرحة ، وشراء الفقراء والسذّج من شعب سورية، ما يعادل خزينة دولة ..! وهم مستمرّون في هذا كله ، دائبون عليه ، بحماية حليفهم صاحب الشعارات القومية ، والأمّةِ العربية الواحدة ، ذات الرسالة الخالدة ! ومَن أشار إلى هذا الطاعون ، مجرّد إشارة ، تلقّفته أجهزة (الصمود والتصدّي!) وزجّت به في سجن مظلم، لا يَرى فيه أحداً ، ولا يعرف أهله مصيرَه ! والأمثلة حيّة ، معروفة بالأسماء ، ومعروفة مدنها وقراها، لمن أراد الاطلاع ..! وماذا يحتاج شعب سورية ، الذي نَهكه الفقر، في دولة غنيّة هيمن عليها اللصوص ، والتهم خيراتِها الجراد ـ جراد السلطة المستبدّة وأزلامِها ، وانتهازييها حملة شعارات الصمود والتصدّي ، والممانعة والنضال الثوري ـ !؟
ماذا يحتاج شعب سورية ، لوقف هذا المدّ السرطاني ، الذي يوشك أن يأكل بلاده كما أكل العراق !؟ هل يحتاج من أشقّائه المهدّدين بانتقال السرطان إليهم ، رجالاً، أو خبراتٍ، أو حماسة ، أو شجاعة ، أو دراية علمية ، في مكافحة السرطانات : الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية..!؟ لا.. إنه لا يحتاج إلى شيء من ذلك كله.. إنه يحتاج إلى شيء واحد هو المال .. المال الذي يوظّفه ، توظيفاً سريعاً ومباشراً وإسعافياً ، في سدّ حاجات الفقراء ، الذين يساومهم مبشّرو المدّ الصفوي السرطاني ،على دينِهم .. دينِهم كلّه ، عقيدةً وشريعةً وخلقاً ..! كما يوظّف ـ أيْ : المال ـ توظيفاً سريعاً ومباشراً ، في الحصول على صوت خارجَ سورية ، يُسمَع داخلَها ، يخاطِب أبناءها ، ويبيّن لهم حقيقة السرطان ، الذي يتغلغل في عقولهم وقلوبهم ، ويوشك أن يقضي عليهم ، شعباً ووطناً ، لبصبح الشام مزرعة جديدة ، من مزارع الإمبراطورية السبئية الصفوية المتعملقة !
شعب سورية كله ، بسائر فئاته ومعارضاته ، لا يملك قناة فضائية مستقلة واحدة ، تشرح له ما هو فيه ، وما ينبغي عليه فعله .. سوى القناة التي سَرق صاحبها ثمنَها من قوت الشعب ، من بين المليارات التي سرقها ، حين كان ضمن جوقة الفراعنه داخل البلاد، وأخرجها معه ، حين خرج ، ليصنع منها إمبراطورية مالية وإعلامية ، ملء سمع العالم وبصره ! وهذه القناة تصبّ في الدائرة السبئية ذاتها ، برغم محاولات صاحبها ، جزّار سورية ، الظهورَ بمظهر الديموقراطي المصلح ، الساعي إلى نشر قِيَم الحقّ والعدل والحرية ، في بلاده الحبيبة ..!
إن شعب سورية وشعب العراق لا يحتاجان إلى المليارات ، ولا إلى أنصافها، أو أرباعها أو أعشارها.. ليدفعا عن نفسيهما ، وعن الأمّة جمعاء ، خطر المدّ السرطاني الزاحف ! إنهما يكفيهما معاً ، واحد في الألف ، من صفقة سلاح واحدة ، تشتريها دولة خليجية واحدة ، تحسّباً منها للخطر السرطاني الصفوي الزاحف !(ولابدّ من التذكير هنا ، بأن الجهاد بالمال هو أحد الجهادَين.. وأن الجهاد هنا ليس نافلة ، ولا حرباً بين أبناء الوطن الواحد سنّةً وشيعةً ـ فقد عاشوا قروناً طويلة ، متجاورين متآلفين في وطنهم ، دون أن يجري بينهم ماهو جار اليوم ـ .. بل هو واجب ، تمليه ضرورات الدفاع ، عن العقديدة والنفس ، والأهل والوطن! فالعدوّ هنا ليس أبناء البلاد من شيعة وغيرهم ، بل هو الزحف الصفوي الشرس ، الذي يتّخذ من ضبّاط استخباراته ، المتجنّسين بالجنسية العراقية، والممسكين بأزمّة السلطة في العراق ، رأس حربة ، للفتك بالمسلمين ، ويمدّهم بكل ما يحتاجون ، من مال وسلاح وخبرات ، ورجال ، و قرارات ..من طهران ، مباشرة !
إن خطر الصوت التبشيري ، السبئي الصفوي العقَدي ، يحتاج رجالاً مؤهلين لصدّه وقمعه... وهم موجودون ، بحمد الله ، وهم كثر..! إلاّ أنهم في الشام ، يحتاجون بعض المال ، لمجابهة الصوت ! وهم في العراق ، يحتاجون من المال ، ما يمكّنهم ، من مقارعة الموت والصوت ، معا ! فهل يعَدّ كثيراً على الشعبين الصابرَين ، المرابطَين في وجه الزحف الأسود ، أن يحلما بواحد في الألف ، من ثمن صفقة سلاح واحدة ، يشتريها أصحابها لدفع الخطر الأسود المشترك ، الذي يهدّد الجميع ، صباحَ مساءَ !؟
مجرّد سؤال! ( ولَتعلَمُنَّ نَبأه بَعدَ حِين ).
وسوم: العدد 748