الغفلة : متعبة في الحياة الاجتماعية .. مهلكة في السياسة !

 *) لن نقف طويلاً، عند غفلة الأفراد العاديين! فليس فينا من لا يعرف تأثيرها، في الحياة الاجتماعية، عامّة.. ويعرف البلاء الذي يجرّه المغفّل، على نفسه، وعلى مَن حوله مِن أهله، في كثير من الأحيان..في سائر سلوكاته وتصرّفاته، من قول وفعل.: في مناقشاته ، وتعهّداته ، وبيعه ، وشرائه.. وكل تحرّك ذي بال ، من تحركاته !

 *) البلاء الحقيقي، هو في المغفّل السياسي، أو الذي وضعته ظروف معيّنة، في موقع السياسي، الذي يتحدّث عن مصالح الأمّة، أو الدولة..أو مصالح فريق فيها، وهو يغرق في كأس من الماء، كما يقول المثل الدارج !

يُرفع له شعار، من قِبل دجّال معروف، فيصدّقه، ويبني عليه مواقف هامّة، أو خطيرة! ثمّ يسعى إلى فرضها على مَن حوله، أو مَن يمثّله من شعبه! ويبذل أقصى الجهد، لجرّ شعبه، أو حزبه، أو قبيلته.. إلى ما اقتَنع به من مواقف! ومَن يعارضه، أو ينتقد سلوكه، أو ينبّهه ـ مجرّد تنبيه ـ إلى تسرّعه في بناء موقفه،على شعار خادع ، يعَدّ، في نظره: بليداً، أو غبياً، أو مجرماً، أو خائناً، أو معطّلاً لمصالح الأمّة !

 فإذا أثبتت له الأحداث العملية، أنه كان مخدوعاً، وأنه سبّب كارثة لقومه..لجأ إلى المكابرة، أو إلقاء التبعات،على مَن حوله، الذين لم يحذّروه بما يكفي! أو اتّهم الذين يلومونه، بأنهم حمقى مغفّلون؛ لأنهم يستعجلون النتائج، التي لم تظهر، بَعدُ،على حقيقتها! أو اعتذر ، بأنه كان حسن الظنّ ، بالجهة التي خدعته، ولم يتصوّر أنها كاذبة مخادعة..برغم تحذيرات الآخرين له ! أو غير ذلك، من تسويغات وأعذار، ممّا لا يجدي فتيلاً، في معالجة الكارثة الواقعة على الناس، بسبب غفلته التي تكون ممزوجة بغباء، في مثل هذه الحالة! فبعض المغفّلين يتمتّعون بذكاء جيّد، بل ممتاز، أحياناً.. إذا نُبّهوا إلى أمر، هم غافلون عنه، انتبهوا، وأخذوا حذرهم !

 فكيف يعامَل السياسي المغفّل ، صانع القرار!؟

 *) كيف يعامل، بدايةً، قبل وقوع الكارثة المتوقّعة ، من جرّاء غفلته !؟

 *) كيف يعامل بعد وقوع الكارثة، الناجمة عن غفلته، وعن إصراره ، على جرّ الناس إليها !؟

 ـ هل يعامَـل بهدوء ورفق، على أنه مجرّد مغفّل بائس، يحسن الظنّ بعبقريته!؟

 ـ هل يعامل على أنه مجرم حقيقي، جرّ الناس إلى كارثة، وعليه أن يتحمّل عواقبها!؟

أسئلة مطروحة ، على ضحايا المغفّلين: الضحايا التي وقعت عليها الكوارث، والضحايا المرشّحة لوقوع الكوارث ، فوق رؤوسها !

وسوم: العدد 749