قصص و عبر متى يتوقف هدم المشاريع ؟
القصص في القرآن الكربم كثير ة و متنوعة الألوان تعالج قضايا مهمة و محورية في حياتنا ، فالقصة تستهدف محور الهداية ، و هي عامل تثبيت للمؤمنين ، كما أنها تعرض الجانب الإعجازي للإسلام ، و تستهدف القصة أبضا الاعتبار و الاتعاظ ، و هو موضوع مقالاتنا فهل من معتبر ؟
ستكون محطتنا مع قصة مثيرة و في غاية الأهمية ، تعالج قضية وأد المشاريع و إهدار الطاقات ، قصة حين تقرأها ستشعر كأنها تحاكي واقعنا المؤلم ، وردت القصة في فقرة قصيرة غاية الإنجاز ، قصة محدودة الكلمات ، ولكنها عميقة المعاني ، فيها دروس كثيرة لمن يريد أن يستفيد منها .
فريطة (ناقضة الغزل) هدامة المشاريع مفتتة جهود الفريق ناقضة الغزل نموذج عملي واقعي للمعتبر ، فاسمها ريطة بنت عمرو بن سعد بن زيد ، و قد يكون لريطة لأمثالها أسماء كثيرة متكررة ، ورد ذكرها في قوله تعالى : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " (سورة النحل، الآية 92).
كانت الخرقاء ريطة تعمل في صناعة النسيج ، هي و فريقها تعمل دون هوادة من الصباح إلى نصف النهار، و المشكلة عند ها انها عند تمام العمل و الانتهاء من أنجاز ه تقوم بتبديد ما غزلت غزل فريقها ، فكان هذا دأبها لا تكف عن الغَزل، ولا تبقي ما غزلت..
و اللافت أننا نلمس في حياتنا مشاريع نافعة عدة ، لكن المؤسف أن هذه المشاريع لا ترى النور و لا يسمح لها بالظهور بسبب ريطة الحمقاء و أمثالها .
قال الشاعر :
رَأَيتُ صَغير الأمر تَنمي شُؤونَه ** فَيَكبُر حَتّى لا يَحد وَيَعظُمُ
وَإِن عَناءاً أَن تَفهَم جاهِلا ** فَيَحسَب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ أفهَمُ
مَتى يَبلُغ البُنيانُ يَوماً تَمامَه ** إذا كُنت تَبنيهِ وَغَيرك يَهدِمُ
وسوم: العدد 749