القدس وحق القدس

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يبكون الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة لمسخ

ولا يبكون واقعهم المر وبقاء فلسطين كاملة في قيدها تئن وتشكو ولا من مجيب

أي حمق هذا الذي يعترينا؟

تلاعب في الألفاظ، تركيز على قضية جزئية لتغييب القضية الأساسية، مراوغة كما الثعالب البرية

ونقع في فخهم وشركهم، لنقول لهم في النهاية، مبارك عليكم معظم فلسطين ولكن نرجوكم ونتوسل إليكم أن تسمحوا لنا الاحتفاظ بالبقية.

علم ممزق، وعيد كاذب للاستقلال، وشعارات باهتة تلقي بأسوأ ظلال، ثم نصفق لأنفسنا بإنجاز الوهم وابتلاع ريق السراب ..

*ننام كأهل الكهف متغافلين عن كل ما يدور حولنا، وحين تقرصنا بعوضة مارقة، نثير زوبعة في رمال السراب

نتثاءب قليلا ونحن نهز رأس الأسف والعجز، نعود ونندس في فراشنا الذي لا زال دافئا

نبتسم برضى وراحة ضمير لما أنجزناه!

يرتفع شخيرنا ليغطي على صوت استغاثة هنا، وصوت بكاء هناك!

عجبا لنا

*القدس مكبلة مذ حطت أقدام بني صهيون النجسة على أرضها، الأقصى ينتهك يوميا، الأرض تهوّد والمستوطنات تتضخم، والحلم اللذيذ يشغلنا عن متابعة ما يجري..

لماذا نثور الآن قليلا وما ثرنا كثيرا على ما يجري يوميا في القدس والأقصى وسائر فلسطين؟

تختلط المفاهيم لدينا ونسيّر بسياط الساسة كما يريدون

نغضب لنقل سفارة إلى قدسنا في اعتراف أنها عاصمة لبني صهيون، ونصمت على قيد يكبلها وعسف يذيقها كأس المنون؟

لا راحة لقدسنا وكامل أرضنا إلا بزوال هذا الوباء، لا السلام الكاذب يسعفنا، ولا مد يد الخيانة إلى الأعداء

نغطي على الجرح، بلاصق الوهم، ونرضي بصراخنا وشجبنا ضمائرنا المثقلة بالهم.. ونغفل عن جوهر القضية وأساسها لنغدو كالصم العمي البكم...

إيه يا أمة الوهم والعجز والذل، متى يصبح السيف نبراس الطريق؟

* ما نحن من قضية القدس إلا كزارع وهم يبتلع وهمه ليخدع نفسه كما خدع غيره.

 كانت فلسطين، ثم أضحت حدود ال67، ثم السلام الكاذب الذي لم نجن منه سوى الخراب

والآن عاصمة لهم، أم عاصمة لنا؟ ونسينا أن الأرض كلها ملكنا. لن يعود الجزء دون عودة الكل، ولن يزول الداء إلا باقتلاع أساس البلاء

كيف تكون لهم عاصمة، ودولتهم باطلة، وكيف تغدو لنا عاصمة ونحن لم نسترد من حقنا جولة؟

متى نحسن وضع أمورنا في ميزانها الصحيح لنستريح؟!

وسوم: العدد 750