النافذة الشرقية
ألقى القمر بفضته البيضاء على منازل القرية لمّـا كان في منزلة البدر ؛ كان ذلك في منتصف الشهر والليل والمكان ، وبداية الهدوء .
هذا المشهد أجمل من الساعة الأولى لبزوغ الشمس لمّـا نثرت ذهبها على ذات المكان .
يكاد لا يكون معنى لأن يكتب الإنسان في زمان الحرب والظلم والظلام والهوان عن الصيف وسهراته ، والخريف وصفير رياحه ، والشتاء وبكائه ، والربيع وبهائه ، وعن الكون واتساعه .
لكنّ الكتابة معراج الروح للإنعتاق من واقع مرير أصبحت فيه أناشيدنا نواحاً ، ونشرات الأخبار صداعاً يقرؤها علينا المذيعون بابتسامة ؛ ولا تخلو النشرة دائما من كلمة الإرهاب التي نسمعها يوميا مائة مرة منذ عقود .
وماذا نكتب لما نرى المضطهدين في الشام والعراق واليمن وبورما وغيرها من بقاع العالم قد ذابت لحومهم وبرزت عظامهم ولم يحرك ذلك ضمير الإنسانية في زمن تخطى فيه المجرمون جدران العقاب .
كيف يشعر الإنسان حين يرى كل يوم مسابقات البعير الخليجي وكرة القدم وغيرها وقد أخذت بلبّ الناس وخاصة اخواننا الأعراب ؟
إن هذا الظلام قد بدأ يتلاشى بعدما فتح ترامب الأحمر نافذة الأقصى من بعد ؛ ليدخل منها شعاع الشمس كي يرى التائهون الطريق من قرب .
وسوم: العدد 753