هل أنت غضبى على زوجك ؟
قالت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – : قال لـي رسـول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليَّ غضبى ! )) .
فقلت : من أين تعرف ذلك ؟
فقال : (( إذا كنت عني راضية فإِنك تقولين : لا وربِّ محمد ، وإذا كنت عليّ غضبى قلت : لا وربِّ إبراهيم )) . متفق عليه
ما أكثر الإشارات في هذا الحديث الشريف إلى رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة ، وعطفه عليها ، وتكريمه لها .
فالحديث يشير إلى أنه صلى الله عليه وسلم ، وهو النبي الرسول ، لا يأبى أن تكون زوجته عليه غضبى ، وليس قليلاً ما تكون غضبى . كما يُفهم من الحديث .
وفي هذا توجيه لأزواج اليوم الذين يستنكرون أن تكون زوجاتهم عليهم غضباوات ولا يتقبلون استرضاءهن .
والإشارة الثانية في إفصاح النبي صلى الله عليه وسلم عن سر معرفته لحال كون عائشة غضبى أو راضية ، وبقولٍ فيه من الدعابة ما لا يخفى ، فهو صلى الله عليه وسلم لم يقل مباشرة : إذا كنت عني راضية تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت عليّ غضبى تقولين : لا ورب إبراهيم ، بل بدأ حديثه لها بقوله : (( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليَّ غضبى )) ليثير فيها الرغبة في معرفة سر علمه بكل حال من حاليها ، وليدفعها إلى مشاركته الحوار ، بالبدء بسؤاله عن سر معرفته هذه . وهذا ما كان فعلاً ، فقد سألته عائشة – رضي الله عنها – : من أين تعرف ذلك ؟
وربما أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عائشة – رضي الله عنها – بهذا الحديث في حال غضبها ليخرجها منه ويسترضيها .
فأي رفق أعظم من هذا الرفق ، وأي إكرام للمرأة أبلغ من هذا الإكرام !! وممن ؟ من سيد البشر أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين .. !
أفيأنف أحد بعد هذا ، من مغاضبة زوجته له ، ويعظم في نفسه استرضاؤه لها ؟!
وسوم: العدد 754