جرائمُ الحوثيين بحق أطفال اليمن!

مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية

لم تدَع الطبيعة الإجرامية التي نشأت عليها الحركة الحوثية أي فئة أو قطاع من قطاعات المجتمع اليمني دون أن تمنحه نصيباً من إجرامها الذي تجاوز كل حدّ وفاق كل تصوّر، ومن هذه الفئات فئة الأطفال، فقد ارتكبت المليشيات الانقلابية بحقهم أفظع الجرائم، ويمكن تلخيص أهمها في النقاط الآتية، [مع العلم أن الأرقام الواردة أدناه مأخوذة من تقارير موثقة لمنظمة اليونيسيف الدولية أو الحكومة اليمنية ومنظمات حقوقية يمنية عديدة:

 1-الحرمان من التعليم، فهناك أكثر من اثنين مليون طفل ممن كانوا يرتادون المدارس صاروا خارجها، بجانب من تسرّبوا من قبل، بعد أن جعل الحوثيون من مئات المدارس معسكرات ومتارس، وبعد أن نشروا الخراب وأشاعوا الخوف في كل مكان حلّوا فيه!

 2-  نال الأطفال نصيب الأسد من التشريد وتداعياته وآفاته النفسية والجسمانية، فمن ضمن 3 مليون يمني مشرد هناك 1.6مليون طفل، يعيشون معيشة ضنكى في أماكن تملأها الفاقة ويعشعش فوقها المرض والموت!

 3 - تدمير عشرات المدارس أو التسبّب في تدميرها من قبل التحالف، وذلك بجعلها منصات لإطلاق النار، وهناك 212 حالة اعتداء مسجلة على مدارس، بجانب الحالات غير الموثقة ويبدو لي أنها أكثر بكثير، مما جعل الأطفال وأسرهم يعيشون في حالة قلق وترقب دائمين.

 4 - إشاعة العنف ضد الأطفال بكافة أشكاله وتحت دعاوى وذرائع كثيرة، وقد سجلت المنظمات المحلية والدولية سقوط أكثر من 1546قتيلاً من الأطفال غير القتلى الذين يقاتلون في صفوفف المليشيات مخدوعين أو مجبرين، و2450 جريحاً و234 مختطفاً في أماكن لا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة للحيوان فضلاً عن الإنسان! ومن المؤكد أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.

 5 - التسبُّب في إصابة 90% من أطفال اليمن بسوء التغذية وكافة الأمراض التي انقرض بعضها من العالم منذ عقود، وتسبّب الحوثيون في بعثها من جديد، بانقلابهم المشؤوم الذي أعاد عجلة الحياة إلى الخلف مئات السنين. وإذا كان أكثر من نصف سكان اليمن دون سن البلوغ، وإذا كانت المجاعة تهدد 22 مليون يمني حسب أرقام أممية، فكيف نتوقع وضع الأطفال والحالة هذه؟!

  6 -  جنيد آلاف الأطفال في صفوف المليشيات، وتتحدث أرقام اليونسيف عن قرابة 2500 طفل جنّدتهم المليشيات، بينما ذهبت أرقام الحكومة اليمنية قبل بضعة أشهر إلى أن الرقم يصل إلى عشرين ألف طفل.

وذكر وزير الخارجية اليمني في الحكومة الشرعية أن 70% من المليشيات صاروا من الأطفال، وهذا الرقم غير مستبعد نظراً لنزيف المقاتلين الذي تعاني منه المليشيات، ولاتساع مساحة وعدد جبهات القتال، بجانب أن الأطفال في العادة يكونون عجينة من السهل تشكيلها بسرعة في هذه الظروف ويملكون قابلية لتصديق كل خرافات وأكاذيب الحوثيين!

وتلجأ المليشيات إلى مشائخ القبائل ووجهاء المناطق، متسلّحة بكل وسائل الترغيب والترهيب، حتى يدفعوا بأكبر عدد من الأطفال للقتال في صفوفها. وبجانب إغراء أطفال القبائل بالسلاح الذي يجد حفاوة كبيرةً في ثقافتهم القبلية يتم استغلال فقرهم وانعدام المرتبات، ويتم استغفال وخداع كثيرين بأن مهماتهم لوجستية في غير ساحات القتال، وفجأة يجدون أنفسهم يقاتلون بعد تدريب أيام قليلة، وعندما يكونون في قلب المعمعة يقال لهم بأن من يتراجع إلى الخلف فإن القتل سيكون مصيرهم، وبسبب ذلك تتحدث قيادات عسكرية في الشرعية عن قصص مبكية في هذا السياق، فقد قُتل الآلاف من الأطفال وأُسِر آلاف آخرون في سائر جبهات القتال منذ بداية الحرب، في عدن وتعز ومأرب وشبوة والجوف والبيضاء وغيرها من مناطق القتال.

وسوم: العدد 754