اعتذار من الذئب
آسف صديقي الذئب . . .
على كل ما نسب إليك
من اتهامات في ذنوب البشر
منذ زمن بعيد تهمناك بدم سيدنا يوسف (عليه السلام(
تعلمنا من أهلنا أنك مفترس مخادع قاتل . . .
لكن الله عز وجل يُيَسِّر لك طعامك
فمن السماء تسقط إليك الحقائب والمطالب . . .
في صغري وصفتك بكلماتي بالشرس
لكنك لا تعتدي
أنت كمثل جندي أصيل تحارب . . .
* * * * *
أنت شهمٌ أبيٌّ كأنك ليث
إن لم يؤلمه جوع لا يفترس
مرت سنون العمر وظلمناك بتهم
وكأن بي الظلم لا يُسْتَرد
عرفتك يا ابن آوى في كهف حَميتك
وكنت خير جليس في نيته ود
آه لو تحدثت عن شاة تائهة
وماعز ليس لك فيها مطلب
آه لو تحدثت عن إخوة يوسف (عليه السلام)
كيف جاروا عليكم بالكذب . . .
* * * * *
آسف صديقي الذئب
كنتُ صغيراً ولم أعلم
كم من الوفاء والشجاعة
بقلبك أنت حاملٌ
يتراكض البشر خوفاً يقتلونك
وأنت شريف على أسرتِكَ تُحافظ
يا ليتنا نَتَعَلَّمُ منك البِرّ بالوالدين
والوفاء لزوجاتنا . . .
وكيف عن أولادنا والضعيف ندافع
تهمناك بدماء البشر
وأنت بريء من دم ابن يعقوب (عليه السلام)
وأطفال ضاعوا في عتمة الليل
بغابات الرحيل
أنت شهمٌ كأسدٍ كاسر
إن لم يعتدوا عليه
لا يُخرج أظافر الموت للأعداء ولا يعاقب
آسف صديقي الذئب
رفعنا عنك ظلم الأولين
وفساد الآخِرين
وقلنا أنت عن الحق والمظلوم دوماً تُدافع
ومع أسرتك بالوفاء تحيا
وبها لا تجازف
فكيف لنا نحن بني البشر
أن نتعلم منك صفات الموحدين
وصفات العالم العلوي
كي نرتقي للأعال كالطائر
أنت تمزق بجسد فريستك
وتنهش الأحشاء من جوعك برحمة
ولا تنهش كالجبناء الفاسدين الكاذبين
أجساد الإنس عن شبع
أنت لا تأكل الجيف ولا الميتة
وعلى مبادئك تحافظ وتقاوم
أنت لا تفترس عند شبعك
وتصرف وجهك عن قطعاننا
وعن كل مارق . . .
آسف صديقي البار بوالديه
الوفي لزوجته وعن أسرته يدافع . . .
* * * * *
آسف صديقي الذئب فما بقيت
كلماتهم للأبد
فالحق سيف كالشهب لامع
لا يبقى الزمن على حاله
والرأي السديد دائما للعدل يخضع
وببن حروف الكلمات بائن
وسوم: العدد 853