السقوط في مستنقع العفن السياسي
حكاية حقيقية من واقع الحال
ليست من نسج الخيال
تعلم وتخرج واستلم
شهادة مهنية عليا من الجامعة
لم يمارس مهنته
وجد مهنه أسهل وأفضل منها
التحق بميدان السياسة
لأنها مجرد كذب وتدليس وكياسة
ان كانت هذه..هي مقومات السياسة
فهو ضليع في أمور السياسة
لديه مقدرة فائقة في انتهاز الفرص
ثعلب مراوغ يخطو في كل اتجاه
هو دوما مع من فاز.. وانتصر
-
هو يكره المواجهة في النزال
لأنه لا يجيد مسك الحسام
وليس من فرسان القتال
لديه سرعة بديهة في سم الكلام
والتنصل من المواقف
وقت شد الحزام
في بلاده خطوب وحروب
وصراعات لا تنتهي
فهو ماكر.. حذر
خبير في انتهاز الفرص
يشعر كل واحد انه معه
لكنه في الحقيقة
هو مع من فاز وانتصر
..
ارتقى الى أعلى المناصب
أمور عجيبة وتساؤلات كثيرة
كيف سلم مع كثر الصراع
لديه حاسة الثعالب في المراوغة
وقت تصفية الحساب
يختفي من ساحة الميدان
كأن لم يكن
موجود على الأرض هذا الإنسان
-
إذا الإنسان أي إنسان
قد بلغ سـن الكِبر
عليه ان يتوب ويتعظ ويعتبر
كم رفيق وكم صديق
كم عزيز وكم قريب
وكم زميل في الصراعات
تحت الثرى قد جندلوه
استمتعوا بشهوة حكم ساعة
غاب عن أذهانهم..
أهوال يوم الساعة
.
هذه الحكاية ليست لإنسان محدد
ولكلنها حقيقة موجودة
في شخصيات كثيرة
وفي بلدان كثيرة
طبيب ترك مهنته
وعلاج أمته
وأكاديمي تربوي
ترك تربية وتعليم الأجيال
والتحق بالسياسة
وعضوا قيادي في حزب
من أحزاب الشيطان
وصار من أعوان السلطان
.
تتشابه الحوادث و الأحداث
ومن أبجديات الثورات
يختفي صناع الثورات
ليرتقي لصوص الثورات
ومن ثوابت الانقلابات
يتوسع الفساد والإفساد
ويكثر الهرج والمرج
ويعم البلاد الفتن
والقتل والاقتتال
ويتم تدمير الوطن
وقتل المواطن القلبان
-
وكل ذلك يتم باسم مصلحة
المواطن والوطن
-
آخر الكلام
كلنا خطاءون
وخير الخطاءون التوابون
و لكل إنسان أخطاء وعيوب
البعض لا يرى عيوبه
يحمل ميكروسكوب
يتصيد عيوب الآخرين وأخطائهم
-
للهم أيقظنا لتدارك ما فات من أعمارنا
اللهم وفقنا للتزود من الخير والاستكثار من الأجر
اللهم اجعلنا ممن أسعدته بطاعته ووفقته لرضاك
ﻳﺎ ﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ
انتهت
مثل وحكاية
–
ولعل من ذلك جاءنا المثل الآخر الذي يقول «الجنون فنون». وهو ما ذكرناه في مقالة سابقة. أما المثل الأول فيرجع إلى ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس من مضر. وكان لضبة ولدان أحدهما سعد وثانيهما سعيد. وحدث له أن نفرت جماله في الليل فأرسل ابنيه لتجميعها وإعادتها. تفرق الولدان في البحث. فكان أن عثر سعد على الإبل وأعادها حيث يجب. في حين مضى سعيد موغلا في البادية يبحث عنها حتى لقيه الحارث بن كعب فلاحظ بردين يرتديهما سعيد فسأله الحارث أن يهديه أحدهما فأبى فاستل سيفه وقتله وأخذ البردين.
مرت الأيام حتى آن موسم عكاظ فقصده الحارث بن كعب لابسا البردين. فلمحه ضبة وعرفهما. فقال له: هل أنت مخبري؟ ما هذان البردان اللذان عليك؟ فقال: بلى، لقيت غلاما وهما عليه فسألته إياهما فأبى علي فقتلته وأخذت هذين البردين.
فقال له ضبة: بسيفك هذا؟ فأجابه بالإيجاب. فقال له: أعطنيه أنظر إليه فإني أظنه صارما. فأعطاه الحارث سيفه ليراه. ولما أخذه منه هزه في الهواء وقال: «الحديث ذو شجون» ثم ضربه به وقتله. وسارت كلماته في ذلك مثلا ردده بلغاء العرب. وكان منهم الفرزدق في قوله
///
كلنا خطاءون
وخير الخطاءون التوابون
و لكل إنسان أخطاء وعيوب
البعض لا يرى عيوبه
يحمل ميكروسكوب
يتصيد عيوب الآخرين وأخطائهم
.......
للهم أيقظنا لتدارك ما فات من أعمارنا
اللهم وفقنا للتزود من الخير والاستكثار من الأجر
اللهم اجعلنا ممن أسعدته بطاعته ووفقته لرضاك
ﻳﺎ ﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ
وسوم: العدد 895