أخبريني يا يمن
صباح الضامن
أخبريني ..
أخبريني ما لون دماء أبنائك ؟
وما لون ترابك ؟
وما لون سمائك ؟
أخبريني يا يمن
أتراك على خارطة قلوبنا وتسكنين مدائن نفوسنا ؟
أين مفتاح مدائنك يا يمن ؟
هل ألبستها قبعات الإخفاء فلا يراها احد ؟
أم أن حنجرتك يا يمن ليس بها ذاك اللحن الذي يعرفه السامعون
تعالي ..
إحفري بئرا وأخرجي منه سائلا لزجا أسودا
ادهني به يا يمن طرقات , وعبدي لهم الوصول إليك فسياراتهم وطائراتهم وقاذفاتهم لا ترى غير ذاك اللون
تقدمي يمن ما بال ذهبك الرنان المدفون في جبالك الشماء لا يبرق في عيونهم أم أنه سراب من شعاع شمسك السبأية
؟
يا يمن ..
أخبريني
فقد رأيت مآذن في صنعائك وكأني أرى صحابة رسول الله و ذكراهم حروفا في رق تأريخك
فأخبريني لم لا يسمع الآخرون ممن يحفظون أحاديثهم صراخ أنس العدني ومحمد التعزي وأحمد الصنعائي وحرائر حضرموتك ..
مابهم يا يمن ؟ فخبريني ..
فقد أعياني الحزن وقطع مني السبل فما عدت أفقه ما يدور
سلميهم صك الغضب , واكتبي فيه بدم الشهداء قصتك فما عاد ينفع اليوم غير هذا
وليكن غضبك يا يمن عملا
واعلمي أنك وحدك
فقد مالوا إلى من عندهم مال
واكتبي يا يمن قصة تفرد وانزفي فكرا على رقعة الاستغناء عن الكل
فأنت مهد حضارتنا
وأنت سيل حبنا الذي من مائه تآخت القلوب فانتشرت في جغرافيتنا
قفي بسد منيع من أرواح شبابك
وأشعلي النار من وهج معاناتك , وساوي بين الصدفين وأفرغي عليه من قطر العزيمة واكسبيه صلابة التوق للحرية فذاك يا يمن عدتك
ولن ينفعك يا درة الجنوب طرقا على أبواب الشقر والسمر
ولوني سمائك يا أيتها السعيدة بحكمتك واحكي لترابك اليماني المجبول بعرق التابعين والصحابة أنك على عهد العزة وستبقين
فقط أكتبي أنت قصتك , فأنت وحدك ولا أحد معك , فدفئي روحك العطشى يا ذات السد المأربي الخالد بوهج شمس إيمان أبنائك .
فذاك الزاد لمستقبلك ...
وأخبريني بعدها بالوصول وإن طال المسير