هواجس الجندي والهجاء والرجل الشجاع
د
. حمزة رستناويأوّلاً: هواجس الجندي
صوَّبَ الجنديُّ بندقيتهُ باتجاهِ عشراتِ المدنيّينَ العزَّل
سقط ُ معظمهمْ قتيلا ً
لقد حلَّ الظلام
و هو الآنَ جائعٌ ينتظرُ سيَّارةَ التموين
ينتظرُ الخبزَ و المُعلّبات
هو الآنَ يتذكرُ ليالي طفولتهِ و نهارات ٍ قريبة
كانَ يحصدُ سنابلَ القمح ِ بالمنجلِ
يحزُّ في كلّ خطفةٍ عشراتِ السنابل
قبلَ أنْ يحلَّ الظلام.
&
ثانياً: هجاء
طنينُ السلام ِ
و رياحُ الحرب ِ الهاجعةِ
وجهان ِ متفارقان
لمملكةِ الصمتِ المُؤبَّدِ
سيدي الجنرال ِ:
قبَّحَ اللهُ وجه ُوجهكَ المرئيَ في مرايا الجنود
&
ثالثاً: نهاية رجل شجاع
يتلقَّى الشتائمَ مِنْ صوبٍ لا يراه
فكَّرَ أنْ يشنقَ نفسهُ
و لكن
مِنْ أينَ لهُ الحبالَ و الكرسي و الوقتِ
لتجهيز ِ المِشنَقة!
و مِنْ أين َ يأتي بالحشودِ و الجماهير ِ
كي تصفِّقَ و تهتفَ و تكبِّرَ احتراما ً لموتهِ!
فكَّرَ أنْ يطلق َ رصاصة ً في صدغهِ الأيسرَ
و لكن
مِنْ أينَ لهُ المُسدَّسَ و الرصاصةِ
و هوَ المحبوسُ بين َ جدران ٍ و مغاليق ٍ
و خلفَ أبواب ٍ سميكة!
كانَ يتلقَّى السياط َ و الركلاتِ مِنْ كلِّ صوبٍ
فكَّرَ لو يدخل في نفق ِ غيبوبةٍ لذيذ
و لكنَّ ركلة ً عنيفة ً
أصعدتً أمعاءهُ إلى الله
و زيَّنتْ في قلبهِ قنديلا ً على بابِ الفراديس.