إلى امرأة مهزومة

أمل محمد الزعبي

(1)

ها أنتِ تعودين من معركتكِ الطويلة مهزومة

مضرجةً باليأس تقتاتين عروق الألم

تاريخكِ ليس مجيدا

قصتكِ ليست فريدة

ما أنتِ الا أنثى مترمدة !!!

"كلكِ" ليس الا حفنةً من طين زائدة ...

عدتِ الى ليلك الأعمى

لا تبصرين الا ظلا

هناك تجردي من نفسكِ

وإلطمي على وجهكِ ومزقي الخدودا

أطيلي التأمل في مرآتك

ستجدينك رفاتا ورمادا ...

سجلي على زاوية الليل القصية

إسمكِ الذي تساقطت حروفه الأولى

 

(2)

على ضفة الشاطيء الآخر من وجه الحكاية

تهامسوا فيما بينهم ...

تساءلوا عن إمرأة متمردة

إشرأب فضولهم بحثا عن خطواتها

قالوا عنها " قاهرة الرجال "

قطفت المجد زينت به جيدها

رسموها على الجدار ألوانا من ظلال

ما عرفوها ...

حتى إسمها ما وجدوا له عنوان !!!

 

(3)

في حانة إغترابها سكبت كأسها الأخيرا

تراقص أطياف خيبتها

ترتشف فتاتا من الذكرى

حول المائدة إصطفت المقاعد فارغة

تعبر من زقاق ليلتها أشباح غفيرة

تقرع الكؤوس بأنامل تساقطت عشرا

والليل شاهد وحيد

كتبت على صدره خاتمة الرواية

مدادها دموعها

وشهيق أحزانها تصاعد زفيرا ...