لا أريد لها الذهاب
نازك أبو رحمة
تلك الساعات المطعمة
برذاذ الأنقياء لا أريد لها الذهاب ..
هذا الماء الذي يتلاعب على
أرجوحة الفجر ...
تلك الأرواح التي تدق أجراسها
بين النجوم ..
والعيون التي امتطت سطح
ظلام كان مكللا بملائكة لامرئية
للعباد ...
ومفتاح الموج البعيد ..
لا أريد لها الذهاب ...
لا لفل الشرفات ...
و لا لباقة الدموع التي وهبني إياها
خالق السماء ...
حتى قفل أوجاعي وآمالي ...
وسفري بين طوابق السحب
البيضاء ...
لا أريد لها الذهاب ..
ملامح تعلمت فصولا جديدة في
الحياة..
وأوراق طرزت على حواسي
دروسا من معلم فاق كل
العلماء ..
لا أريد لها الذهاب ..
تلك الأصوات والترتيلات التي
تدخل الأذن فتطربها حبا
لا أريد لها الذهاب ..
شغفي بهلال الشهر وحجرات
أسراره ..
لا أريد لها الذهاب ..
وحبري وريشة إخلاصي لمن خلق النفس
من صلصال وقدر منزلتها من دون
الكائنات ..
لا أريد لها الذهاب ..
صدى دعاء لازالت ترتجف له
السماء ..
وابتسامة مخملية لمن عرفت الهوى
بعد سنين من الهجران ..
لا أريد لها الذهاب ..