أناشيد للبوح

عبد العزيز أمزيان

عبد العزيز أمزيان

نشيد البوح( 1)

أيتها المرأة الهاربة إلى نسائم البحر

تمهلي قليلا كي أرى ملامح بهائك

أرشف الرحيق من بلورك الزجاجي

وقليلا من أناشيدك في دمي

أغطي رقصاتي برذاذ موجك

أدفن بوحي في مواويلك فوق روابي الشمس

أولد من عطرك

كندى

وأرسم وجنتيك من رحيل إلى عينيك

هناك أترنم بورد يشهد ملاذي فيك

ورقا أخضر من كلمات تتساقط

على جسدي ينبوعا للخلود.

نشيد البوح(2(

المحيني بطرف رموشك كما موج ورد ندي

على سيقان بلورك الصافي

انثري رحيق أنفاس صدفاتك

على مجاذفي في التلال البعيدة

كما غمام تائه في قطرات نظراتك المصلوبة في مدى الريح

لن أبرح برجي العاري من ومض عينيك في توقي

سأغمرك بوهج الجمر الساكن في مسام الشمس

كما الغدير يرقص لبوح الحمام

أعلق بوحي على صدر الرذاذ الهارب في الشفق

سأشمخ طويلا في عطر الكلمات

مثل النشيد

سأصمد كثيرا في انشدادي إلى حمرة الأقحوان في رضابك

إلى نوارسك التي في الروح

تحلق بعيدا في غمام الأزهار

وراء الغابات المطبقة في الصمت والرحيق

لن أترك المساء يسافر في ضباب العمر

أو أترك البحر يرحل في نوحي

كما قطراتك في روحي.

نشيد البوح (3)

يا امرأة تغني للمطر الراقص بين فجاج السكون !

ها بريق عينيك يشع في روحي بين سنابل البحر الممتد في الشفق

تضربني موجاتك العاتية ، فأسقط في رحيق ورودك

كأنفاس المساءالبعيد

أرى الشمس تخرق جسدي إلى مهدي الأول في ينابع الطين

أتدفق كنهر، يتلألأ في مقلتيك على رصيف الشهوة الساكنة في أطيافي

الساكنة في عروشي المتدلية في دمي

كعنب

أرخي صدفاتي في نظراتك الفاتنة في رقصة القمر على صفحة النهر

أرحل في رموشك ، فتسكنني نوارسك في زرقة الماء

تسكنني مراكبك المسافرة في أحلامك من نشيد العمر

ووتر القلب

تأخذني رعشة العشق بين حضن التيه المعطر بنشوة المطر

وهمسات اللحن في نحورالمدامع

تتهاطل أوراق التوت على روحي

أذوب في نبضك كنسيم يسافر في رذاذ الموج إلى الأزل

أقطف ملامحي فيك ، فأصير نورسا

يسكن الغابات ولون الغدير وصفاء الشمس في روحي

وروح قمرك الطالع في أنفاسي.

نشيد البوح( 4)

سيوف كلماتك تضربينها

عميقا في جذور النخيل

تسكبين الرحيق في كؤوس الراحلين

إلى الشمس

مثل نهر يحلم بمرايا السفرالمجنون

في الدمع وسحر الغابات البعيدة في الصمت

تتعددين في الزهر

كما صفاء البلور على شرفة القمر الغارق في الأحلام

الغارق في اللوح الموشوم بالسحر

والفتنة المملوءة بندى السفر

تقلعين الأشواك من عروق الطين

ثم تولدين في رقصات الرحيق

مثل وقع المطر..

نشيد البوح( 5)

سأحلم كثيرا هذا المساء

سأسقي نوارسي ماء ينابعي الممدودة

في أريج النهر

لن أكون غريبا مع نشيدي المسافر

في نسيم الطفولة

في عشبي الملون بالبياض والومض

وحرارة الجمر الأحمر..