أنت

أنت....

حسناء عبد الله /المغرب

عندما لا تكون أنت ..

يأتي الآخرون..

حين ترحل أنت..

يعودون هم ..

ليقدموا الورد واللوز..

ليرسموا بحورا ..

جافة من الحنين..

فمعهم تجف البحور..

ويتوقف المطر..

معهم لايغدو للأيام

لون..

هم كتلة من الأشياء العابرة..

من صفارات القطارات

الصامتة..

تمر على عجل دون أن تترك..

أثرا..

دون أن ترسم ..

شمسا..

دون أن تنير..ضوءا..

هم مجموعة من الكلمات ..

الصامتة..

من تلك الحروف الشبح..

التي تراودك بشبح قصيدة لا أكثر..

هم شيء ..

أو قل هم أشياء..كثيرة

تفضي إلى اللاشيء..

معهم يصير...

الانتماء.. انتحارا...

.يصير الانتظار..اعتذارا....

ويغدو الهجر ...عرسا..

و السفر منهم..

أجمل الهدايا ..

في عيد ميلادك الآخر..

هم أطراف ثوب حريري..

يتجاذب أطرافي..

يوهمني..

بالحب..

يكذبني العشق..

يخونني الأمان..

يلبس ثوب عاشق..

متخفي..

تخاف تساقطه قبل الغروب..

هم كما هم ..

إرهاصات واقع..

تخبطات أحلام..

أحلام أحلام..

هم شعب الادعاء..

هم قوم حلموا..

أن يكونوا..

لكنهم لم ولن يكونوا..

كلما تساقطت أنت..

تصاعدوا هم كدخان

المرايا ..

في ليالي الشتاء

الباردة..

تصاعدوا للذكرى..

فهم وجهها الآخر..

وأنت في كل مرة..

توهمني..

أنك آت من تلك الأشياء القديمة..

المؤرخة لوجع الذاكرة..

على قدر ألمك..

كنت حقيقيا..

في كل شيء..

كنت قلب القصيدة..

كنت رسم الحقيقة..

كنت ..

عنوان الهوى..

كنت تفاصيل ترسم ..

جسرا ...

يربط بين الحلم والحقيقة..

كنت في أسوء أحوالك..

أحسن منهم..

أصدق منهم..

حتى في نكساتك..

وانهزاماتك..

وخيباتك ..

أقوى منهم..

كنت في كل الأحوال أنت..

لا شيء غيرك..

في كل أحلامك أنت..

في كل أحزانك أنت..

في كل أوجاعك أنت..

وكما كنت أنت..