أنا الشاعِرُ
منير مزيد / رومانيا
حبيبتيْ
أنا الشاعِرُ
علَّمنِي الحُزنُ أنْ أُعاقِرَ الصمتَ
حينَ يرتفِعُ صوتُ العبَثْ
ينحِتونَ من جسدِ ذاكَ الفراغِ اللامتناهِ
أوثانَ الظُلْمةِ
يحاولونَ حرقَ جنائِنِ السماءِ
مِن الرُوحِ
و اغتيالَ النوارسِ من الكلماتِ
يَتحوّلُ الحُبُّ إلى رمادٍ
مُغطَّىً بالدمِ و الدخانِ
صمْتٌ
صمْتٌ
عِواءُ المَوتِ المُرِّ في صوتِنا
أمامَنا موتٌ مِن الجُوعِ
يُعاني
خلفَنا موتٌ بجنُونِ الشهواتِ
يتلذَّذُ
لم يبقَ إلاّ ما في أرواحِنا
ظلالُ أحلامٍ يُطارِدُها الخَوفُ
لا شيءَ هناك في أفُقٍ مُخدَّرٍ بالرياءِ
غيرُ العدَمِ و العَوِيلْ
آهٍ مَن يسمَعُ تلك الأجراسَ
تَقرَعُ بِلا كلَلٍ
مواويلَ الحُزنِ في قلبِ قصائدَ
تصرُخُ لأجلِ الحُبِّ ...؟
مَوتَى
يتجوَّلونَ على حافَّةِ الزمَنِ
يعلِكُونَ رمالَ السرابِ
يُنصِتُونَ بعشقٍ لصياحِ غِربانٍ
تُفزِعُ البلابلَ و اليَمامَ
آهٍ حبيبتيْ
أينَ أذهبُ
كُلُّ الدروبِ تؤدِّي إلى المَجهُولِ
غُيومُ الحُزنِ تُمطِرُ في قلبِي
و عينِي لا تراكِ
تنمُو في تُربتِها أشواكُ المَرارةِ
أصرُخُ مِن شدَّةِ وجعِ حُلمٍ
يتشظَّى
أيَّتُها السماءُ المدفونَةُ
في جليدِ الذِكرياتِ
أنا الشاعِرُ
في البدءِ كنتُ أنا
نوراً يتدفَّقُ مِن السماءِ للأرضِ
يروي سنابِلَ المعرفةِ
أنا الشاعِرُ
أرْسُمُ تَضاريسَ الكَوْنِ
بألوانِ الكلماتِ
أنسُجُ منَ القصائدِ فُستاناً
للسماءِ العاريةِ
تدفئُ به حبات ِالمطرِ الباردةْ
أنسُجُ من بلَّوراتِ العِشقِ نُجوماً
أكاليلَ ماسيَّة ً
تزيِّنُ قُبَّةَ الحياةِ بمُروج ٍذهبيةٍ
تَهْدي درْبَ التائهينْ