عشق.. حب
عمر إبراهيم النعمة
ولأني اعشق رمزا...
ارسم صورا..
ابذل حبا..
اقنع نفسي جدلا..
اني ما احببت ولن احب بعدك يا سيدتي..
اتذكر شمسا..
قمرا.. اعرف قلبا كان يجمّعنا..
يحضننا..
يروينا في ايام العطش..
يطعمنا منا او سلوى في وقت الراحة والتعب..
وكان ما كان مما لست اذكره..
اتذكر يوم قلت لا لكن للغريب الدخيل.. وقلت نعم للحبيب القريب.. واسمعت الدنيا شكوى رواها الزمن عبر بوابة النسيان التي ما كنت تذكرين فيها الا اقل من القليل.. أما أنين الأطفال فقد سمع العالم صداه لكن دون جدوى..
اذكرك مع شروق شمس الصباح وعندما تعانق اشعة الشمس طالع الواقع المؤلم الذي كنت تعيشينه ولا زلت كذلك.. وكأن ارادة الله ان تعيشين مع التعب.. والنصب.. وخذلان القريب والبعيد على السواء..
والآن سأروي لكم القصة بالتفاصيل:
كان ياما كان في قديم الزمان وسالف الايام بلدة اسمها بغداد يعيش ابناؤها متحابين تجمعهم ارض واحدة الغت بينهم الفوارق فلا فرق بين هذا وذاك يلاقونك بالابتسامة ويحيونك بالسلام ويبذلون الغالي والنفيس من اجلك انت وانت وحدك..
وبعد سنين مضت حبا وعشقا وحياة هانئة كانت الانعطافة..
غرباء.. لانعرف لهم هوية الا الدم.. ولا رسالة الا الحقد.. ولا تعاليم الا القتل.. ولا قانون الا اللا قانون وجرى ما جرى..
اغتيلت بغداد وبعدها بل وقل معها اغتيلت 17 محافظة من الشمال الى الجنوب واغتيل معها المنصور في وضح النهار وتحولت حاضرة العالم الى كابوس يلف بين طياته جميع الاطياف ولم يشف الغرباء غليلهم فاغتالوا طلحة بين عبيد الله هناك في البصرة واغتالوا الشعر والنثر والادب والثقافة والعلوم اغتالوا الحياة بصورة عامة..
لكن اين ابناؤك الآن يا بغداد...
غادروك مهاجرين ومهجرين.. وظلم ذوي القربى اشد مضاضة..
غادرك العالم.. المثقف.. الطبيب.. الموسوعي.. كل اصحاب الكفاءات غادروا.. لكن في امل العودة الى الام الحنون الرؤوم..
وتبقى فسحة الامل حاضرة.. وما اضيق العيش لولا فسحة الامل..
وحي الله بغداد واهلها.. حي الله العراق.