حوار بين ورقة وقلم
نازك أبو رحمة
قالت وهي على منضدة الراحة
متكئة ..
ما بالك لا تطعم حبرك
العسل ..
لا تتلون باختلاف الفصول ..
ولا تسطر عقلك بمفردات الذهب المتدلي
في الجيوب ..
ترفض أفكارا مصدرة خارج حدود
ممحاتك السميكة ..
غيرك جالس على
العاج ..
يحمله رغم ثقله الفارغ ..
كان خفيف العقل ..
وبحركة منا ،وإمضاء منه عن التنازل
البسيط ..
أضحى له كرشا يتدلى منه عناقيد
الدراهم ..
هاك أنا لك أنحنى وأضع نفسي بين
أصابعك ..
فوقع ولا تتردد ..
صمت القلم قليلا بنظرة أغلقتها الأهداب
عن البوح ..
وقال :..
قلت مفرداتك بسطور سرية ولم أقاطع لسانك
الرديء ..
فلكِ الآن ما لا تريدي ..
إن كان هنالك من يشبهني في الشكل
والغطاء ..
و في السابق وضع خمار المبادئ وأسقطها حينما
ظهرت بوجهه النقود ..
فأنا لا أرقع مملكتي بالمال ..
يا سيدتي أقول ..
أنا لست عبد لمخلوق ولا ورق
مهان ..
ولا لدراهم صنعت من أياد الطين ..
لا لؤلؤ يزيد حدودي حدود ..
أنا لست متعالي على بني
الإنسان ..
بل حامل لرمح يتدرج تحت مبادئي
في الكلمات ..
أكتب ما أريد ولا أصدر حبري
لسطور عجاف ..