لما شاقني القرطاس والقلم

مصطفى أحمد البيطار

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

وفي ذاك الصباح الكئيب.....

نزلَ السقمُ ضيفا......

واصفرتْ أمُّ الضياء......

في الشفق....

فقلتُ رويدكَ.... زعزعتَ قلبي.......

ومنَ اللهيبِ احترقْ.......

قد ملأتْ ...

دموعي....

كؤوسَ...

الأرق.....

ثمَّ اشتد الألم.....

فذبلت أحلامي.... وأصابني السَّأم.....

وشاقني القرطاس والقلم.......

هم الأوفياء من قِدم......

وفي عمقِ السكون....

بليلِ الشجون....

تمرُّ أمام طرفي أطيافٌ .....

لأحباب هم لعيني ضياء....

هم سكنٌ لروحي.....

الشريدْ.......

يا أيها الألم....

تركتني وحيداً....

رهين الاغتراب....

وهديتني الدموع والندم ....

متى يداعب الكرى....؟

جفونك وتنم....

وجدتك في دربي ....

فمنحتك من حبي ....

فلِمَ تتركني وشأني....

ثمَّ تغيب ....في فضاء الأفق ...

الرحيب....

أهناك ينتظرني حبيب ....

يسأل عني الطبيب .....

كيف هاضه الوهن.... ؟

وأعياه الألم....

يا ملفلفاً قلبه بخيوط النور....

يئن باكيا... لأحبه....

لأضمه...وأقبله....

ثم وزَّع الجراح....

وابتسم ....

وحفر في قلبي معابر...

للدموع...

وتركني......

خاشع الأطراف.....

متداعي الجسم....

لجت الحمى......

فاضطرم....

منْ يُنسينا الألم  ...؟

إنا نراهُ في الصباح ....

ونحمله في السفر ....

نسمحُ له أن يبني السدود ....

بين أشواقنا والقمر ....

بين آمالنا وجِراحنا ....

بينَ أعيننا والنظر ....

يا حبنا يا ألم ...

يا هوانا يا سقم ...كم قدَّمنا بين يديك ...

أحرفاً وسطوراً...

ومرَّغنا على أعتابك جباهاً ...

وأحْرقنا لك بخوراً...

كيفَ تنسانا يا ألم...؟

منْ يُحي لنا ليلَ ذكراكَ..؟

لنسيرَ على أثر خُطاكَ...

هل أنت حلمٌ ..؟

أو حقيقةٌ نراكَ ...؟

أم حبٌ دفين في الجراح

مثواكَ...؟