يا ماءَ الروح!
جُمان يوسف النتشة
كلية الطب - جامعة القدس/ فلسطين
إنه لكلّ شيء جفافٌ.. وعطش!
وإنّه بعد كل جفافٍ موتٌ.. أو رويّ وحياة!
الوردة الحمراء تتلألأ.. والوردة الصفراء تجفّ ورقاتها.. والوردة السوداءُ تتحطم..
وكلها وردات.. وكلها جميلة.. وكلها.. إن رُويتْ بماء الحياة تحيا.. وإن جـفـت منها القطرات الحيّة الحييّة.. تموت!
الموت بعد الجفاف حياة.. والحياة بعد الجفاف فوق الحياة!
فإن الذي يجفّ مُحضَرٌ في العذاب.. والعذاب في قياس الألم أقسى من الموت..
وإنّ الذي يحيا بعد جفافه يتعدى في قياس الفرق بين الجفاف والحياةِ الحياةَ.. فيكون فوق الحياة.. فيحيا مترفعاً بروحه الجديدة عن الدنيا.. وعن كل الذي فيها.. إلا الذي أحياه!
تتخالط المفردات.. وتندمج وتلتفّ وتتعقد..
لكنّها كلها تخبرني أنّ الروح إن عطشتْ.. لا تـُروى إلا بالماء!
والماء لطيفٌ رقراق.. ينسكبُ من الروح إلى الروح.. ويتعدى كلّ الكون.. إذ هو فوق الكون.. إذ هو يروي العطشى…
يا زبد الأرض البالي.. فلتتكسّـر!..
فلتذهبْ.. مع ريح الصحراء الصفراء..
جفاءً.. وسرابا!
فالماء المنسكبُ أقوى.. والماء المنسكب أغلى.. والماء المنسكب لا يأبه إلا للروح!
فليُغث الماءُ الروحَ.. ولتحيا!