على صهوات الدفوف

فائز الحداد

[email protected]

كأن الفرات ارتداني صهوة عباسية

وفيه شيء من غوى الطفولة

وبعض هوى لفراسة الحلم

تمنيت وجهك جزيرة ..

تستعير ملامحي بغروب الغرباء

وأنا سميك البكر، فيما تختارين من عنادل

لأغينك قصيدة لم يقلها الشعر بعد

والنخل يرتل آياتك المثلى على جهات الأرض

فما سلوتك .. زهرتي بغداد، الطلع والهوى

ولا تيمم جرحي بغير ملحك

يا ..

شهادة اليمام المهاجر في مدافن الغيوم

لازلت أحمل صوتك ..

فاتحة للمدن الراشدة ، نحو بغداد فارعة ..

وأندلس لا تذبح الشعراء

ترتدي المسجد الأموي بزة الفاتحين

وتدرأ الفتنة عن عمامة الرشيد ..!!

فسبحان من أسرى بتاجك صوب فراتها الأوحد

سبحانه من يحمل بياضك حليبا لنرجس الرمال

وسبحانك يازهرة الله في حقولك المكلومة

دعيني أقبل وجنتك النهر بالشقائق

وأمشط الآسال الرمادية بأصابع الذهب

دعيني ألملم الليل عن أعين بيتنا القديم

وأرثي نواميس الممالك العربية ..

المنهوبة على هشيم العيب

فنهرك قد أخجل الجنائن بالندى ..

بالمطر الداكن ، بقفر الجباة

فيا لأسى عصافيري بصافرات الخوف

والليل مطبق الحزن في وجه الرجولة

ومالي سوى أبر الشيب ..

أنبش بها حدقات من مروا ..

غزاة ، على صهوات الفحش

وملوك الغجر ينقرون ناشز الدفوف

لترقص الأجياد مدبرة بالشنار

سأطلق ذراعيك ظامئة

وأحملك مكشوفة الجراح

ليرى الله آياته في إحمرار العيون

وتدرك السموات سوادها في تسابيح السواد

يا ليتني شتاء في تموزك المحاور

ولا يعصب ضوء محاجري رؤية العناقيد

فمازال التمر قلائد النخل والنساء

يا لبهاء أسمائك الحسنى

يا التي من ذهب الجباه النازفة ..

حياءً على المنابر الصدئة

يا صوت أمي الغائر بالصدى ..

لا لن أشرب الماء من كف دجلة بعزة العبيد

ولا أحمل ثديها ملحا ، إلا وجبينها ..

يرتفع في النسغ الطالع جلالاً

ولن أطوق خصرها ..

إلا وشهرزاد ..

تنفض عن شعرها غبار االرعاع !!

لك وجعي .. العراق ..

تميمة حب مذبوحة الجنان

أحملها على خريطة وسخة ..

صيّرتها المسابح قبورا مرقطة

سأحرقها بزفير فتية يتلونها في الفجر ..

دون ترابك الفردوس .. أيتها المنتهى