حتى يكون السلام!
د. أسامة عثمان-كاتب وباحث من فلسطين
هذا(السلام) مهره غالٍ
فقدْ
هوّن القتل ، وطيّر الأعمار ، وأَرْخَص الوطن
مرة يغدو سرابا ، ومرة هو المحن
لا تمسكه الأيادي ، ولا تدركه الفطن
فهو كالطير يراوغ ...
يوهم الصائد بالإمكان
فترنو إليه العيونُ ، وتهفو إليه القلوبْ
تبرح المكان إليه ، فيبرح المكان إليه!
يغيب لكي يكون !
فإذا (كان) أُغلقت دونه الأبواب
وسدت عنه المسامات
وخَطُّوا له فوق الطريق طريقا
لكنه يأبى أن يُحييَ الطريق
لمَ كل هذا الدلال ، للضيف المستحيل ؟!
نرتب له فناء البيت ، نهذب له الأغصان
ونقتلع له الجذور من أعماقها
ويفوح عطر الطفولة دماء وشذى
فلا يرضى أن يكون !
نحاكم الأحلام التي راودته
ونحذف الآيات من كتب المدارس والخطب
فلا يرضى أن يكون !
خنّثنا له الجيوش ، وألجمنا له الخيول
فصار الشعب حرا في القفص !
فلم يرضَ أن يكون !
فلم يرضَ أن يكون !
قل لي بربك : هل تكون أنت أم نكون؟!