من ترانيم عاشق الروح !!
علاء سعد حسن حميده
باحث مصري مقيم بالسعودية
كانت حروفها الرقيقة الناعمة رسائلَ إلى قلبه !
الحروف بين أناملها الجميلة تعزف ألحانا صافية في عذوبتها ، تبدع سيمفونية حب لم يعرفها العالم من قبل !
ومن بين شفتيها أنغاما تمس مع الآذان القلب والوجدان ..
قائمةُ حروفِ عالمها غير حروفِ عوالمنا ..
تغزل بخيوط ذهبية مختلفة تماما عما ننسج به كلماتنا المعروفة ، منطوقة كانت أو مكتوبة ..
فتشكل منها أشكالا ورسوما وظلال ..
وتنسج عالمَ سحريِ الألوان ، مغموسا في نورٍ مبهر !!
من تلك النسمات الكونية ..
من تلك القطرات الوردية
لندى الصبح المتنفس عبق الأزهار ..
كَتبتْ وصفا للحب ..
صاغت أجملَ ما يطلبه محب
رسمت بريشة قيثارتها أزهى طلبٍ لزواج ..
وتاه بين حروف من نور ، ومعان من شعر منثور
في دنيا التيه الوردية
وجد الروح
عرف كيف يكون قلب امرأةٍ في نقاء البلور
وتمناها في كل خلجة من خلجات النفس
باتت ترنيمة من ترانيم الروح
ملهمةً لكل ما يمكن إبداعه من كلم مسطور
وجد جمالا أشرقت له نفسه .. ومع طول الإشراق لفه حزن وصمت !!
خطر له أن أجمل جملتين أحسهما للحب ..
وهو القارئ لمئات الدواوين
ولمثلها من قصص الحب في كل أماكن وعصور
لا يمكن أن يصدرا منها إلا لحبيب موجود
وأنها في أكنافه تحيا أعظم قصة حب ممكن
وقدّر أن وصالَها ضربا من خيال ، ونوعا من محال
فتمنى من كل فؤاده ، لو أن سطورَها ألهمت الواقع في حياته جمالَ الحب وجمالَ التعبير
ومضى يبحث عن مثيلة ، أو تلميذة تتعلم منها الحب ..
كونها بالنسبة له كانت بين ضلوع حبيب !!
فهيهات له أن يذكرَها وهي له عنوانَ الطهر !
سُئل ذات مرة عن كلمات أدبية تمنى لو أنه هو من كتبها ..
فلم يجد سوى كلماتها ..
تلك الكلمات التي تمنى لو أنه لم يكتب في دنياهُ سواها
ففيها كمال وغَناء ووفاء
كلُ الحب في سطرين بلا ثالث
وحين عرض الزواج من غيرها ..
كان يفر من حبها ، ولو إلى قدر مقدور
لكن الخالق سبحانه
قد دبر أعظمَ خاتمةٍ لآماله
ليجد نفسه بين يديها
لا يملك من مهر
سوى جملتين
تسبيحتين
ترنيمتين
لو أحببتني يوما .. تكفيني نظرة وتطبق عليها الجفون
اجعلني خفقة .. وتهتز لها الضلوع
ودلل كل الصعاب الواهية لأكون منك ولك لباسا
ومن نور يغمرك طيفا شفافا
وتذكر أبدا لا تنسَ .. مهما الأيام
مهما الأهوال .. مهما الأحوال
أنني أنا حبيبتُك ..
ومن يمكنه أن ينسى هذا العهدَ السرمدي على الحب الأبدي الخالد ؟
فلتبقِ رغم الأهوال
رغم آلاف الأميال
رغم الظمأِ الهائل
رغم كل لهيب النفس
وجوى الأشواق
ورصيدٍ في قلبي وحده
يرجح كل شعور العشاق
رغم البرد القارص في غربة ملتاع
رغم حريق شب في كل ضلوعي
لتبقِ بين حناياي قلبا خافقا
قبسا من نور ..
روحا وحبور
من ترانيم عاشق الروح