زهرة برية
عامر عثمان
الرحلة الأولى
جَاءَت مِنْ لُغاتْ الإغريق العَتيقَة
وتَباهَتْ بِأَلوانِها المَجنونَةِ حَدَّ الفَوضى
باتَتْ تَفَاصيلُكِ هُنا
بَينَ أصابِعي الرَملية
الرحلة الثانية
كنتُ أنَقِبُ عَنكِ بَينَ أزهار البَحرِ
وتَمتَماتِ البَصَّاراتِ بِعلومِ القدرِ الأكيدِ
وبَينَ رُزَم الخلود المَوعودَة
الرحلة الثالثة
شَقيقاتُ الشَّمسِ حَدثنَني عَنكِ
قُلنَ لي ربمَا كانتْ عندَ الظلِ
تَتَعلَمُ هَندَستَهُ المُرَتَبة
وبَعضاً منْ مبادِئ الخَيال السراب
الرحلة الرابعة
تَكلَّمتُ لُغَة الشَلَّال العَنيد
كَي أبحَثَ عَنكِ
عندَ تِلكَ الصخور الصَبورةِ حَدَّ التَمَلُّق
أو ربّما نَطقَتْ تِلكَ الأَسماك في رحلَتِها الأَخِيرةِ
وهيَ تَحلُمُ بِسُلَالَاتٍ وَسُلالات
الرحلة الخامسة
رحتُ أُلملِم ُالدروبَ خطوةً خطوة
وتَحملتُ ثَورةَ أوراق الشاي الخَجولةِ حَدَّ الحُمرَةِ
فَلمْ تَسمَعْ عَنكِ يَوماً
الرحلة السادسة
تَعلّمتُ من الغَيمِ
أسرار النَحتِ على قُشور الأُفق الفضاء
علها تنقش بعضاً منك
عندَ النهر المتاخمِ للصباحِ
الرحلة السابعة
تنباؤوا لي عَنكِ
عندَ حقول الذرة
الخبيرةِ في أسرارِ الأناقةِ
المرتّبَةِ على كلِ عرنوس
الرحلة الثامنة
تَحتَ المَطرِ لنْ تَنفَعَكِ
كل الشَعوذَات
ولا كل القُبعات المترَفةِ حَدَّ الاختفاء
فَمخاضُ الشَمسِ قَوسٌ خُرَافيٌ
فَوضَى الألوانِ فيهِ خُرافَة
أو ربما هي
بَقايا نِزاعٍ بَينَ أزهارٍ وَحشية الألوانِ
ربما كُنتِ بَينَها تَرسمينَ تِلكَ الأقوَاسِ والنُقوش
الرحلة التاسعة
سَمِعتُ أَنكِ تَعلَّمتِ بَعضاً منْ دروس الكبرياء
منَ الهَيلِ المُتَمرسِ في فنون الذَوقِ والنَكهةِ
رغماً عن حَباتِ البنِ
المَنهوكَةِ في الهَاوُن الوَاثِقِ حَدَّ التَكبُّر
الرحلة العاشرة
هَمسَتْ ليَ السنونو
رُسُلِ الرَبيع ِ ,
العَالِمِ بِجَوهَرِ الفُصول الغِوايَة
بِأنّكِ كُنتِ بَعضَاً منْ أشلائِهِ
فَرُحتُ أُفَتِشُ عَنكِ في حُقول القَمحِ
المُمتدةِ على جَسَدي
ورُحتُ أُلَملِمُ أَطرَافي
من بَينِ حَباتِ الخَردَلِ
وَصَوتي يَهمُسُ في أُذنِ السنَابلِ هَسهَسةً
أَيُمكِنُ أَنْ تَكُوني زَهرَةً بَريّة ؟
رُبَّما