بليل لقاء

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

عدتُ بعد طول انتظار...

أبحث عن مجهول عبر الزمان ..

ماانفك يجري خلفه عمري..

والعمر تقرضه خناجر الأهلة من أول عام..

في كل مكان ..

وتعبتُ من ألم الغياب...

كلما أبرقتْ ركضَتُ.. لألحق بسراب..
ثم أجهدني الإعياء..

فتوسدتُ الرصيف.. بلا غطاء..

ولم يكن بالشارع أضواء..
وغفوتُ فحلمتُ بأني أعانق الجوزاء ..

ليستْ هي ككل النساءْ..
فيها حناناً بشوق..

يذوبُ في ولََهِِ المساء..
مسحتْ بيدها جبينَ الشمس ..

فتألق َالضياء..

وفجأة اكفهر وجه السماء..

حتى تجلببت بليل داكن
 وتراكضت من هولها السحب بشوق ..

وفتحت أفواهها السماء كالقرب ..
فتنقب بحجابه القمر..
وصرتُ بقاربي..

أصرخُ كالطفل المشرد بالبكاء..
فأسرعتْ وألقتْ أهدابَها...

لتنقذني من الغرقْ..

وبعد عناء ..
صحوتُ على شدو لحنٍ في انتشاءْ..
وطفقتُ أبحثُ عن كلام..

فيه منذ القدم تباريحَ الغرام..
وجرى الحديثُ .. يتغلغل كالضياء..

وقالت:

بخجل يحضنه دفء الحنان..
هذا أول لقاء بليل..

يتلألأ فيه المكان..

ويضيع  بين أنفاسنا الزمان..