لقد حان وقت الصمت ,
وعاد الفرع لأصله
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لقد جاءت السكينة وحطت فوق رؤوس الجميع , وتعب القوم من الشقاء وجلسو تحت ظل شجر السنديان وعلى مرمى نظرهم أشجار الزيتون .
وعمت الفرحة القلوب وازدانت الوجوه بالحمرة المعبرة عن السعادة , الحقيقية لتطغي على كل أسى الزمان والأيام
ويغسل بقبلات اللقاء ,
بعد أن طال أمدا بعيدا ,
البعد والفراق .
فكل الذي عانيناه قد اندثر
وكل الذي كتبناه جاء بالعسل
وكل شخص جاهد حتى انتصر
فبعد الشتائم والتخوين والفرقة والقطيعة التامه , حنا إلينا الشوق وحننا إليه فتنازلنا
وغسلنا الأدران المتبقيات بماء بردى والفرات .
كنا في البداية نحتار
وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال:
ستقف على بقية تراب الوطن في يوم من الأيام ؟
وقد وقفنا والتف حولنا الخلان والأحباب الأمهات والآباء والبنات
لم نكن ندري أننا في يوم الزينة هذا
وهو عيد الخلان
تبارينا وسلكنا من قبل مسالك شتى
حتى انحل العقد الأحمر وضاعت حباته في طي النسيان
لكم أذكر تلك النار التي كانت مشتعلة
ووقودها آهات المظلومين والمحرومين في كل مكان
كان السبيل لإخمادها صعبا وقاسيا
وكادت تلتف على الجميع لولا!.
عصاة موسى جاءت ويحملها شخص ما
وأومأبها للنار فخمدت وتحولت لماء بارد ينسكب على الوجوه لتخرج سالمين بعون الله
لم تكن فيها إلا غصن زيتون ووردة مكسوة بعطر فواح
فلقد كبرت بعيني يامن أطفأت هذه النار
وتبين لي أنك مفكر ومثقف وتصلح قائدا لتخرج الأمة من الظلام .
ونحن صدقنا وانكفأنا
نحن من غلبنا وغلبة الموج علينا اقتنعنا
فهنيئا لك ياصاحب السلام على طرحك الرائع
وهنيئا لك على فكرك الوقاد
أقنعتنا وضحكنا على أنفسنا ونحن نعلم علم اليقين أن تلك الأماني ماهي إلا:
مداعبة بها نهديء أوجاعنا ولا لواقعيتها من مكان
وهكذا انتهت المعركة وذهب كل خل في طريقه ,
ومن العياء والتعب نسينا
وسيعود إلينا مسرعا
ولم تكن إلاأضغاث وأحلام
سنتعب بعد أن أضحى عندنا شعور شوق
كان مدفونا بالعذاب والقهر والظلم والبحث عن مكان ما في أرض الله .
قرب الشوق إلينا وكأننا صدقنا .
قضيتنا تحل بنياشين السلام حمامة وفي فمها غصن زيتون تبشر الربع والعشيرة بالخير والأمان بعد الطوفان .
هدوؤ سكون
الأصنام غسلت بماء الطوفان
البيوت المدمرة ستقوم ثانية بسواعد الرجال
ربما ببيت من الشعر يغزل ألحانه على رؤوس العشاق,
أو قطعة نثرية تعيد لنا الأمجاد.
سلام ياوطني
ياأهلي
سلام معه كل الورود والأزهار مع إكليل من الغار
حول عنق حمامة من بلدي
ربما تطير الآن فوق الشطآن
لعلنا نلتق وأهديك ياقوته
أو زمرده
أو قلبي الذي عادت جروحه ملتئمة
بعد أن ذهب الإعصار
تحياتي لك ياشام فلا تلومينني
وتحياتي ياشجرتي السنديان اشتقت إليك كشوقي لشهد ابنتي
أو كشوقي للحبيبة المخلصة لي في كل زمان ومكان