في وقت السحر
مصطفى أحمد البيطار
توسدت ذكريا ت دونتها يوما على أوراق الشجر
فيها جنات من الأوراد تتمايل طربا لرذاذ المطر.. بعيدة عن أيدي البشر..
وفجأة صوحت أوراقها .. بقضاء وقدر..
كان الماضي فرح غطته ثلوج الشتاء..
فتساقط في وهدة النسيان..
بعد أن كان يمتطي أمواج الليل والنهار
كان مجرد حلم.. أو صدفة حديث لعابر سبيل على بوابة الانتظار..
وأي صدفة هذه التي اخترقت لذة النعاس..
وباتت توقد أوردة القلب ليتدفق القاني يسابق عجلة الزمن..
آه منك أيتها الروح المتعبة..
لماذا ألقيت آمالك بين ثقوب لنسيج على شفا حفرة النسيان..
هل كان حماقة مني ؟ أو من التي أتت تريد الحزن أن يتضاءل على حساب الفرح..
لا أدري هل خَدعت نفسي قبل أن أكون قد خُدعت؟؟
جئت إليها بروح تحمل سعادة أملكها.. فاستعارتها مني كي تزيل عنها عناء الوجع
ففرحت لأمنيتها وأملها ..
لكنها ردتها إليَّ ممزقة وأطرافها مهترئة تحتاج لخيوط ترقع حوافها ..
يا أيها المحزون أكنت تحتاج إلى وجع أكثر من وجعك..
أراك جئت لتسعد وتهب السعادة .. لمن تحب .. فما أسعدت ولا سعدت..
كلما وددت أن تسمع أوترى ما يفرحك .. سمعت صدى من بعيد بهمس
فاتر .. عار من الدفء.. فيه ضجيج صمت موجع..
تمهل يا قلب قليلا.. بوجيبك الدافيء
لقد جفت عروق البوح .. وبحت حبال الصوت..
في عتمة سواد الليل.. واصفرار ضوء القمر..
وتحت هشيم ذكريا ت ا لأحرف المبعثرة..
ولكن لا بد من محبرة الليل أن تنغمس بها ريشة الفجر
لترسم معا لم ا لطريق
لعلها تورق بذور الأمل من جديد في صحراء الوجد..
خربشة قلم مرهق من طول السهر