خربشة قلم عند الغروب
مصطفى أحمد البيطار
للنهار ضجيج وعجيج .. وآمال وآلام.. تغدو وتروح .. وتصرخ بصمت .. وتصمت بعويل..
وعند المساء تتراكض السحب في الفضاء.. خائفة من زمهرير الليل..
والشمس عاصبة جبينها من عناء السفر وتبدو بوجهها الأصفر مريضة تود أن تأخذ نقاهة فلم يسعفها الحظ..
وأنت يا بحر مالي أراك صامتا حييا لأن الشمس تعرت على شطآنك تود أن تستحم من غبار النهار..
وأنت أيها الحلم لماذا عيناك تختفي خلف التخوم..خوفا من اللص الجاني القابع وراء الغيوم..
أما تحرسك أقمار الدجى وأعين النجوم..
يا حلمي إني أراك حزين. في عينيك ألغاز العاشقين.. وفي نفسك سؤال
من يسلب للزهر أريجه؟؟ وللسوقي خريرها؟؟ .. وللنسائم مسيرها..؟؟.. ولأوراق الأشجار حفيفها؟؟..
وللأوراد في رأدة الضحى أنفاسها؟؟..
فيجيبني الأمل... أيها السائل .. دع الكآبة والأحزان .. وأصغ إلى صدى الجداول الجاريات في الحقول
واستنشق عبير الأزهار في النهار لما تفوح.. وتأمل الخرائد من أفلاك السماء حينما بأضوائها تلوح..
أطلت يا حصاني الجموح بالسير بين الهضاب والسفوح..