في لحظةِ طيش ٍ

عامر عثمان

[email protected]

في لحظةٍ

قلتُ له كفاك طيشاً

سأضعُ فمي في فم البحر ِ

وأصبح قنديلاً

فأضيءُ وحشة َ

عروس البحر الخجولة

وأعصرُ الغيم َ

فتسيل أسراب القطا والحجل

تندلق ُ كرحلةِ حلزونٍ منهك

حدّ السيلانِ

   *   *   *

في لحظةٍ

يعبثُ ابن آوى

بأزهار القمرِ

في أحضان الليل الطائش

تارةً يَنْفِضُ الجبن عن صغاره

وتارةً يراقصُ  القمر

   *   *   *

في لحظةٍ

كان حلمي صغيراً

كعصفور العشبِ

يعفرُ جناحيهِ بغبار الأنهار

البراقة  

   *   *   *

في لحظةٍ

أختارُ الصنارة َ

من شهوةِ قرصان ٍ عتيق

يغفو في حضن تلك العروس

مفترشاً زبد البحر الخيال

وبين ذراعيها

ألف قنديل

   *   *   *

في لحظةٍ

كل امرأة ٍ 

تتلمس أعضاءَها

كي تشعرَ

أنها ليست في لا مكان

   *   *   *

في لحظةٍ

سأنام ُ عند أكوام القش ِ

الملفوفةِ  بصراخ الأفق

وقذى الشمس الناعسة

وأركضُ حتى حدود الحلم

فأقرأُ الفنجان في كف غجرية

متملقةٍ حدّ الترف

  *   *   *

في لحظة ٍ

آدميون َ يبحثون

عن نبوءةٍ

في أفق ٍ ممزقة

يبحثون عن ثمار ٍ آدمي ّ ٍ

في كلِ لا آدمي

   *   *   *

في لحظة ٍ

تعال نمضي

إلى عهد الصعاليك

تعال َ لنشعلْ طيشهم

خلف الترف الممزق

في سواد الليل

الراقد

*   *   *

في لحظة ٍ

كانتْ هناكَ غيلانٌ

بليدة

تتعلم تمتمات ٍ آدمية

في هزيع الليل الأخير

ترسم نقوشها

بأقلام الحناءِ

البارعةِ حد الإتقان

على ستائر الأفق اللامرئية

وأفلاك ٍ متناثرة حد اللامحسوس

*   *   *

في لحظة ٍ

أنا لست ُ جسداً

بل كومة َ ثياب ٍ بالية

أصرخ ُ و أصرخ ُ

في قشة ٍ نائمةٍ

التي احتكرت صدى الهمسات 

صراخ ٌ بلا  صدى

*   *   *

في لحظة ٍ

عبثاً

نمرّغ ُ شفاهنا

بتلك الأقداح

تاركين أقدارنا

هنا وهناك 

تندلق من تلك الجرار الأزلية

نعيد الكرة َ

لكن دون رجاء

فننام ُ منهكين

بين الغيمِ وفراء الأرانب