عمان
فيصل نايف أبو قاعود
طالب دراسات العليا / جامعة مؤتة
منذ تلك اللحظة التي أخبرتني فيها إنك تقيم في ذلك المكان ، وأنا في كل يوم تراني أيمم نحوه ، أجلس بركنٍ فيه :
أحتسي بعضا من القهوة ، رغم عدائي الشديد لمذاقها
أتفقد الشوارع ، مع علمي بحقيقة ثباتها.
أراقب المارة ، رغم كثرة عددهم
أحاكي الأبنية ، وكلي يقين بصمتها
أصادق الأرصفة ، مع إنحطاطها
أحاور اللاموجود ، رغم إنه لا موجود
أضيق الواقع ، رغم مرارته
أنسق الأحلام رغم صعوبة تحقيقها .
أرتّب . . . أصغّر . . . أُطاول . . . كل هذا وأكثر . . .
من أجل حاجة ما غيرها حاجة ، هي أن أظفر ولو بقبسٍ من جمالك ، ولكم أنت جاهل يا صديقي كم من سرور يساورني وأنا جليس بأكناف مكانك ، وكم من أسراب طيور فرح تحلق في دنياي عندما يخيل لي أن شيئاً من هذا الهواء المحيط بي سيكون جزءاً من انفاسك ، وهذه الأصوات التي تصدح هنا وهناك ستصل إلى مسامعك .
عندما ينتابني شعور أن أصرخ ، أعمل شيئاً - أي شيء – علَّ بعضاً من هذه الحركا تصل إليك .
قد ينتابك شعور بأن هذه الحركات حركات مجنون ، لا يا صديقي أقسم ما كنت يوماً بمجنون ، ولكن هذا شيء من سلوك العشاق الذي قد يظهر فيه لبعض العيان إن في سلوكهم شيئاً من الجنون، وإني لعلى يقين إنك ستعرف بعدها إن المجنون من لا يعذر العاشق على بعض جنونه.