لقاء الأحبة
مصطفى أحمد البيطار
بالأمس البعيد ...
في مَعْبَر الرَّوابي كانَ صِحابي...
تطيبُ اللقيا بهم منْ غير مِيعادِ...
تتصافحُ العيونُ فرحة ًمنْ بُُعاد...
وتذوبُ القلوبُ حُباً معَ الأجْساد...
ذكرياتٌ غاصَتْ في لجَّةِ الدَّهر...
تزورُني في المساءِ عندَ الرُّقاد...
* * *
أطيرُ مجتازاً حواجزَ البلادِ معَ...
الأحلامِ لعهد الصِّبا فوقَ الوِهاد...
أرى وأشتمَّ عبَقَ الورودِ مُهفهفاً...
بِقطرِ النّدى لم تعبثْ به الأيادي...
وفي المساءِ أزرعُ ليلي شُجوناً...
مع الأحبةِ أكَْحِلُ عَينيَّ بالسُّهاد...
* * *
تَمضي الأيامُ سراعا وتنطوي
الآمالُ العِذابُ في جُعْبَةِ الآماد...
نَنبشُ عنْها في سِفرٍاصْفرَّلونه...
فنرى ملذاتِ صفوٍ مع الوداد...
يسرحُ الخيالُ بنا ونَرضى به...
مُعلِِّلاً النفسَ بالنّورِمع الإنْشاد...
* * *
وبالأمسِ القريبِ ...
حلمتُ بأني...
رأيتُ مَنزلنا القَديم
تتوسَّطهُ شَجَرة الياسمين
تسَّاقَطُ نُجومُها برفقٍ وَلين
ويُصنَعُ منها تِيجاناً للجَبين
وتنتظِمُ في الأسلاكِ عقوداً
وتُهدى لِضَمِّ صُدورِ العاشِقين
* * *
حلمتُ بأني
في كرمِنا أرى ألوانَ
طيفِ ا لغروبِ الحَزين
متناثرةً فوقَ أغصانِ الثمّارِ
اليانعاتِ منْ خوخٍ وعنبٍ
ورمان ٍوتين
تغوصُ قدمايّ بنعومةِ
تُرابهِ الأحمرِ ِالمُّستكين
ألثمُ الطلَّ وأشْدو على
كُلِ غُصْنٍ كطَيْر حَزين
تدبُّ الحياةُ في أنْفاسي
وتَحنو على حُبي الدَّفين
أعشقُ جَمالَ الزُهورِ
أهيمُ بينَ الخَمائلِ
أقطفُ الثّمارَ
اليانِعاتِ أعانق
الأشجار أبثها
حبيَّ الدَّفين
* * *
حَننتُ إلى
مَرتعِ الصَِّبا
إلى الدَوحِ
إلى العشبِ..
إلى شَدوِ الطيور فوقَ
الغصُونِ
إلى مائهِ العذبِ..
إلى ظلِّ الدوالي إلى
هَمسِ الجُفونِ والحُبِّ..
إلى نَسماتِ الغروبِ
التي تَحملُ العطرَ للصَبِّ..
إلى أترابي منْ جِيرةِ الحيِّ
إلى الوجوهِ الحِسانِ بِقرْبِ..
إلى بلدي الحبيب تَصْبو لهُ
نفسي ويخفقُ له قلبي..
فأملي كبيرٌ وَعزمي قويٌّ
أن تعودَ العزةُ للوطنِ ِ
الحبيبِ بمشيئةِ رَبّي ..