على خطى ندائك

تمهلي .. لا تسرعي في البوح

 بما ولد في صدفات الهيا م

أخاف على الدرّ المكنون

في غفلة من الهجرة...

أن يقع في شباك الصيّاد

أسمع صدى صوتك ولا أراك

هنا في  لحن الغربة

أقود أحرف كلماتي ...

وأهيم يائساً على خطى نداءك

أنّات أطلقها  لترعى  شغف الأشواق

 إلى هناك.... إلى جداول البراعم والنباتات

أحاكي زغاليل الزهور

وأزاور طرفاً ....نديم الندى في الحقول

أناجي  شعا ب  الهوام في ثنايا الأراضي

أسمع فيها صدى صوتك

من هنا قبل قليل ...

ومن هنا ك في الصباح

مرّ بهم صوت نداءك

ساءلتهم.......في أي اتجاه تناثر الصدى ......؟

 و في آن ...  وفي خجل وتواري :

  كتبوا على مرايا  غربتهم :

 أيها الراعي......هنا وهنا ك ..

تناثر الصدى  في أحضان البوادي..!

                                                                                       ............  

ألا تراني ..ألا تقرؤني أيها الكلام ..؟

 قبل أن تُخنقَ في صدري أحزان الفراق

وتُوأَدُ فيَّ بنات عبراتي .. :

أبوح بحُرّ آهاتي وخبايا  أعماقي

سمو صوتك ..يتربع على القمم في الأعالي

وخطوط ملامح وجهك

تُرسم في ألوان الأقواس

ألاحقها لألملم  سفر من عهد

أو مقامة حزن وأنشودة بَحر

 قبل أن تضرب ريحٌ  بأشرعة شعري

فتلقمها حيتان الغدر

أو يلتقطها تربص قرصان

..............

هنا في لحن الغروب ..وأيُّ غروب  :

يكمن حزني  ....

وصدى صوتك يؤاخيه في التجوال

هما شيئان.......

مكنونان في ظلمات البحار

هما  د رٌّ في غياهب الأعماق

لاتراهما عين  إنس

ولا..توقظه وسوسة شيطان

كل قصيد أنشده فيهما

صفاء  شهد من نبع  رقراق

من سنا قمم الإلهام

من البعيد البعيد من الأقاصي

............  

 هنا.. ومن بقايا رماد ناري

وكل من يرعى حولي

من هياكل وأشباح سُمَّاري

لاتشبه غنماته ...أي من غنماتي

انا أرعى أحرف كلماتي

في كل صباح ومسا ء

أكلها خشاش الحزن وبقايا  أوطان

و شربها هيام الشوق  وفتيت الأكباد

تمهلي.......ولا تسرعي في البوح

عمّا  ولد في صَدفَات الظلام

موعده أرضٌ غريبة

هنا ك في أفق عينا ك

في ثنايا ثغرك البسّام...

يولد فجرٌ... لايبخس فيه...قلب حُرّ

إذا مابيع بأغلى الأثمان

من يشتري قلب حُبّ...؟؟

نما زهره من غزل بردى

ولبس خضره من سواقي العاصي

أهيم بموَّال في  قفاري الغربة

وأنشد ..أوف ..أوف..على قطرة حزينة من الفرات

هذا بلاغ ولست أدري....

من البائع ياوطني ..ومن هو الشاري

من يشتري...حُبَ صدق ؟؟

يسكنُ  في عظيم سلطان......!!

وسوم: العدد 627