وحدي أفكرُ أكثر مما يجبُ!
أبحث في ملامح الوقتِ عنها
وعن وقت كان لنا هنا
عند هذه الساعة بالضبطْ
كانت تجلسُ في ركنها
تحدثني
وتكتبني
وتقول: (.....)
كأنني لا أتذكرُ شيئا من ملامحها هنا
أم أنها مثل الوقت أصعبُ من أن أقول:
"كم هي راسخة في كل ثانية"!
كم أنتِ قاسية أيتها الملامحُ
عندما تهجمين مرة واحدة
لتمارسي الخيانةَ مرتين!
هي لا تحدثني الآن قليلا أو نادرا
تشعلني برمادها ودمي وأتوه
وأبقى جالسا وحدي أفكر أكثر
مما يجبُ
عند مساء العاشرةْ!
وأستلقي على صورة الماء
فأرى شبحا لها يشابهني
ويضحكْ!
أبلع غصتي...
ولم أجد دافعا للبكاءِ
غير ما تهدل في عيوني من نعاس السفرْ
أحاولها هنا
فتحيلني دخانا أزرقا في سماءٍ معتمةْ!
يا ليتها تكتب لي جملة واحدة
من جنون وغضب
أو قهقهات ساخرة!
يا ليت ملمح صوتها الشتويّ
ينقذ ما تبقى من ملامح وقتها
وتكتب لي صمتها هكذا دون رد: (....)!
حينئذ سيكون لليل معنى يشبهُ القهوةْ
وألمُّ نفسي من تبعثرها وأغرق....!
وسوم: العدد 632