إلى روح إيلان أينما رفرفرت
أنا هنا يا أمي على الشط
أنا على الشط لا ألهوياأمي
ولست نائما كما في غرفة نومي
ولا حالما كالنوارس العائمةعلى الموج
ولا هائما بعشق لوطني
المسفوح دمه على الرمل
ولا لاجئا توسد رمل البحر
هربا من ويلات القهر
ولاغريبا يا أمي في انتظار
قارب يخلصه من قسوة الدهر
أنا هنا ياأمي روح عاشقة للطفولة
وللنوارس
وموج البحر
تعبت من المشي ياأمي
ومن الصراخ والجوع والقهر
ومن القتل والحروب والغصب
ومن ظلم ذوي القربى ياأمي
والطعن من الخلف تعبت
ماذنبي أمي إن ولدت عاشقا للحلم
كما الفراشات على الزهر
لكي يصفدوا أحلامي
ويحرموني من التيه في الأرض
ومن لقمة العيش؟
ماذنبي أمي
إن شردتني قبلية العرب
وعشقهم لبراميل النفط؟
ماذنبي أمي
إن حملني اليم حجة على قومي
وصيرني دمعة في العين
وغصة في الحلق
وجرحا في القلب
دليني أمي على قبري
لأنام فيه بالقرب من روحك
قرير العين
وازرعي في ترابه أشجار الياسمين
حتى إذا ما اشتقت إليك
اسقيها بدمعي
واذكريني أمي كلما زرت بلدتنا
وبيتنا وأهلنا وأشجارنا وحرثنا
وبلغي سلامي وحنيني
لأقراني وهم يلعبون تحت القصف
ذكرهم بإيلان وبعشقه للبحر.
وسوم: العدد 632