صديق طفولتي المُقَنّع

يستقبلني بالقناع

سليل جرحي المشاع

صديق طفولتي المستاء

من طقوس الصمت و الكذب!

الولد الذي عاشرته

زمن السكن في الضياع/

بين براثن السغب

يصرّف فعل الشغب

فيقصف أغصان الزهور

ويجرف أعشاش الطيور

ويعزف صرف الصخب

حتى إذا كلَّله التعب

ملكا على المتعبين

يتثاءب ثم يغفو قليلا

على سرير العشب الحزين

تحت دثار السماء الأولى

الولد الذي أذهلني

-        بعد أن صار يافعا –

خطيبا بارعا

عما يعانيه الجياع

وما يستدعيه الضمير!

....

....

بعد سخرية الزمان

بعد كل ما كان

هو ذا الآن

يستقبلني بالقناع

الولد الذي كان صوته

مجلجلا عبر البقاع

صار اليوم (داعية)

لمشروع من صلب الخداع!

وسوم: 635