أيا مَضايا
أيا مَضايا، ضميرُ العالمِ قد مَضى
وقرارُ تجويعِكِ الكُلُّ عليهِ مَضى
لاتَسـتغيثي فالآذانُ عَنكِ مُغلَقَـةٌ
ولاتَصرخي فلنْ تَسمَعي إلا الصَدى
ولاتنخدعي بالانسانيةِ فقد غَدَتْ جوفاءَ
حينَ استُعمِلَ التَجويعُ طريقاً لِلرَدى
واعلمي أنَّ الرحمَـةَ ماعاد لها وجودٌ
فلا تُصدِّقي كُلَّ مَن بها شَـدا
واعلمي أنَّ العدلَ يُصبِحُ مهزلةً حين
تُعاقَبُ الضَحيَّةُ ويُكافَئُ مَنِ اعتَدى
أما أصحابُ الهياكِلِ العظمِيَةِ التي نراها
سيبقونَ عاراً على البشريةِ لِطولِ المدى
***
عذراً مضايا فهذا زمنٌ أصبحت
البلدانُ فيه تُطرَحُ في سوقِ النِخاسة
يُباعُ فيهِ الحجرُ والشجرُ والبشرُ
وتعقدُ الصفقاتُ مابينَ التُجّارِ والساسة
صفقاتٌ ليسَ فيها لأرواحِ الناسِ حسابٌ
ولايهمُّ إنْ شُـرِّدَ الشعبُ أو قاسى
وسترينَ الجميعَ يذرُفونَ دُموعَ التَماسيحِ
ويدَّعونَ بأنهمْ سيبقونَ للعدالةِ حُراسـا
أيا مضايا لاتصدقي أحداً منهم
فالكُلُّ تكلَّمَ وعلى كَلامِهِ قد داسَ
وبغيرِ سواعدِ أبناءِ سورية لنْ تتحرري
وعندها سَنرفَعُ الآذانَ ونقرَعُ الأجراسَ
وسوم: العدد 650