غادَرَ الروسُ سورية

غادَرَ الروسُ سـورية يَدَّعونَ الانتِصارا

وتركوا خلفَهُمُ ذَنَبَ الكَلبِ مُحتـارا

لاأرى انتصاراً ولكنْ أراهمُ قد هَربوا

وَجَدوا أنَّهُمْ يُواجِهونَ شَـعباً جَبّـارا

يَقصُفونَ بهِ لَيـلَ نَهـارَ وهوَ يُقاتِلُ

بَقيَ شـامِخاً وبَقِيَتْ ثَورَتُهُ إعصـارا

ماذا يَفعَلونَ لِشَـعبٍ كُلّما أحرَقـوهُ

كُلّما خَرَجَ مِنَ الرَمادِ أشَـدُّ إصرارا

ماذا يَفعَلونَ لِشَـعبٍ لايَعرِفُ الهَـوانَ

وأقسَمَ أنْ يُحطِّمَ القُيودَ ويَهدُمَ الأسوارَ

الروسُ اليومَ مَضوا وقبلهمْ ملالي إيرانَ

خرجَ الجميعُ بِكُؤوسِ الخِزيِ سُـكارى

يقولُ المثلُ لايَهرُبُ القِـطُّ مِنْ عُرسٍ

والمحتلُّ لاينسَحِبُ مِنَ بَلَـدٍ مُختـارا

أما ذَنَبُ الكَلبِ فقد خُلِقَ أعـوَجٌ

ووضعُهُ ولو في مِئَةِ قالِبٍ لايُؤتِ ثِمارا

تحملناهُ وأباهُ لأربعينَ عاماً وماتحملوهُ

لِسِتَّةِ أشهُرٍ ويسألونَ الشَعبَ لما ثارَ

حتى أقربُ حليفٍ لهُ شَـدَّ الرِحالَ

حتى أقربُ حليفٍ لهُ ناوَلَهُ بِسطارا

فَشِلَ الروسُ في تركيعِ الثورةِ كما

فَشِـلَ غيرُهُمْ قبلاً مِراراً وتِكـرارا

فغادروا ولانعرفُ تماماً لما غادروا ولكن

نعدهُمْ سَنُوَزعُ الحَلوى ونُطلِقُ الأشعارا

وسَـنُبقي أصابِعَنا على الزِنادِ فإنْ عادوا

نَعِدُهُمْ لنْ يَجِدوا عِندنا إلا حَديداً ونارا

وكَما أنَّ لِلباطِلِ جولَـةً فانَّ لِلحَـقِّ

جولَـةً تنصِرُ المظلومَ وتهزُمُ الأشـرارَ

وسوم: العدد 660