عيَّروني
عيَّروني بأني ليلَ نهارَ اُطلِقُ السِـهاما
على الطُغـاةِ ولاأبادلُهُمْ إلا الخِصامـا
عيَّروني بِمُعاداةِ الطُغـاةِ وهيَ فَخَـارُ
عيَّروني على فِعلٍ يسـتَحِقُ الوِسـاما
ولامـوني بأني مُتَشَـدِدٌ مَعَ الظُـلاّمِ
مَعَ مَـنْ أغـرَقَ البِـلادَ ظَـلامـا
وبأني لاأعطي السَـلامَ فُرصَـةً فقلتُ:
السَلامُ مَعَ السَـفّاحينَ لاأراهُ إلا حَراما
يُريدونَ فُرصَةً لمنْ أحرقَ البلدَ
يريدونَ فرصةً لمنْ أسكنَ الشعبَ خِياما
نظرتُ حولي لأرى لائِمي فَما رأيتُ أحداً
فنظرتُ ثانيةً فما وجدتُ سِوى أقزاما
بعضُ الناسِ لايَفقَهـونَ ماذا يَقولـونَ
لايَبغـونَ مِنْ كلامِـهِمْ إلا الكَلامـا
لايُلامُ البُلَهـاءُ على أقوالِهِمْ كَـما ليسَ
على المريضِ حَرَجٌ ولا على المجنونِ مَلامَة
مِـنْ كَـلامِهِمْ قبلَ أفعـالهمْ تعـرفهُمْ
غبائُهُمْ مَرسـومٌ على لِسـانهمْ عَلامَـة
في مُجالَسَةِ أشـباهِهِمْ قِلّةُ قَدرٍ ولِسانُهُمْ
الذي يَنطُقُ بالتَفاهـاتِ يحتـاجُ حُسـاما
الكلامُ معهمْ كالنَّفخِ في قُرَبٍ مَقطوعَـةٍ
والسَّـماحُ لهمْ بالكَـلامِ أعتَبرُهُ إجرامـا
إذا لم يَبقَ في الانسـانيَةِ إلا أقرانُهُـمْ
فاقرأ على مُستقبَلِ الانسـانيَةِ السَـلاما
لكأنَّ مَرتَبَةَ الجُهلاءِ مِنْ مَرتَبَةِ الطُغـاةِ
فالحيـاةُ مَعَ كِلَيهِما تُسَـبِّبُ السُّـقاما
في الابتعـادِ عَـنِ أمثالِـهِمْ غنيمَـةٌ فهُمْ
يُرَدِدونَ كالبَبّغاواتِ ويَتبَعونَ الكِلابَ أغناما
أناسٌ حينَ كانوا في بُطونِ أمَّهاتِهِمْ
على الدَوابِ أمَّهاتُهُمْ عانينَ الوِحاما
وإذا سَـمِعتَ الجِراءَ تعوي فاعلَم أنَّهـا
جِراءٌ، وهَـل تَبغي الجِـراءُ إلا العِظامـا
فَليَنبحوا كَما يَشـاؤونَ أما أنا فسأبقى في
دَعمِ الثَورَةِ أشـحَذُها كُلَّ يومٍ الأقلامـا
وسوم: العدد 661