مادونا

في يفاعتي كنتُ أعلِّقُ صورةً لمادونا على بابِ خزانةِ ملابسي.. امرأةٌ تشعُّ على كواكبَ قلبي الليليِّةِ.. يجلِّلها حزنٌ ناصعٌ وجمالٌ ورديٌّ وأشياءُ أخرى.. كانَ ثمَّة رجلٌ بلحيةٍ شقراءَ يستندُ إلى يدها وتحتَ الصورةِ قلبٌ أحمرُ بسهمٍ أبيضَ على طرفٍ منهُ حرفُ الألفِ.. كنتُ قبلَ الذهابِ إلى المدرسةِ أنظرُ إلى الصورةِ الأيقونةِ بولهٍ طفوليٍّ.. وتحديداً إلى عينَيْ فاتنتي ذاتِ السحرِ الغامضِ.. كانتْ صورةُ مادونا هذه تسكنُ عينيَّ وتربِّي قلقي وحزني على مهلها.. مثلَ نبتةِ ياسمين على نافذةٍ دمشقيَّةٍ. قبلَ مغادتي لبيت عائلتي بقليلٍ اختفتْ بشكلٍ مفاجئ هذه الصورةُ التي هيَ في نظري أجملُ صوَرِ هذهِ المرأةِ الغامضةِ على الاطلاق. واستمرَّتْ على اختفائها بتربيةِ القصيدةِ في القلبِ. آهٍ.. مادونا.. مادونا.. يا سيِّدةَ الحنين.

وسوم: العدد 667