همسات القمر70

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*على قمة جبل أستشرف الفضاء الرحب بناي وفكر

أعزف لحني.. وأطلق جواد فكري 

وما بين كفة واقع يصفع وربيع أمنيات تلمع

تحبس النفس آهة وعبرة

تسترجع آمالها مرة فمرة

تتشبث بنسمة عابرة.. تنفض فكرة حائرة

تغفو على جنح الأماني الطائرة

أتزهر في أرضها

أم تبقى في مجاهل الحياة سائرة؟

*أعبث برمال كسولة تستقبل بوجهها شمسا دافئة

أنتقل لأخرى داعبتها موجة مشاكسة

أرسم خطوطا متعرجة.. أنثر حروفا مبتهجة

يلتهم البحر كلماتي ..يتلذذ بنبض همساتي

أعيد الكرّة من جديد..

يعيد الغارة لا يحيد..

يا بحر.. أترغب بالمزيد ؟

*أشعل قنديلا .. أنزوي في ركن قصي قرب نافذة أحتاج هواءها البارد

أهدهد مشاعري ..أطبطب عليها في محاولة لإسكات ثورتها..

أستدعي حرفي ليشاركني هرفي

ينأى عني بوجه خذلانه .. أنأى عنه بوجه أحزاني

أتعصيني وأنت نتاج روحي

طلبتك كي تداوي لي جروحي

أبالخذلان تلقاني عنيدا:

وما شأني لخطبك أن تنوحي!

دعيني هانئا بلذيذ نوم

وحلم دافئ يدنو، فروحي

*كما شجرة عتيقة تمتد جذورها عميقا 

تتسلل مشاعري وأفكاري 

تقتات من البدر بريقا

تتخذ من البحر صديقا

تنتفض كطير يحلّق بجناحه 

تتعثر كطفل بدأ أولى خطواته

تتلعثم وتشابك حروفا ببعضها لا تدري إلى أين تُفضي وأين تسير

تجمع ما بين ضعف وقوة..اندفاع وانحسار.. خوف وطمأنينة.. جدب وعطاء

تستعير من الليل سكينته ومن النهار الدثار

وتبقى ثابتة في ركنها بشموخ وصلابة.. وكثير من نقاء

*حين يعجزني النثر..ألوذ بالشعر

وحين يعزّ علي الشعر.. أدرك أن ما في داخلي أكبر من أن يحاط بحرف أو كلم

وأكثر من أن يرتلّه طير بلحن أو نغم

أحتمي بصمتي.. وأحبس صوتي

*من قوس قزح أرسم لوحة أمنياتي

وعلى شاطئ البحر أودع جميل ذكرياتي

وما بين الأمنيات والذكريات

ترفل النفس بثوبها الوردي تغني برهيف صوتها لحن الحياة

*يتشارك الزهر والطير، البحر والقمر في نسج قميص يلقونه على قلبي فيرتد بصيرا

أستكنه كوامن جمال تسحر عيني، تحيي روحي، تحيلني فراشة تتنقل في رياض الحياة تقبّل أزهارها، تداعب أطيارها، تلقي عن كاهلها أوضارها

يفتر ثغري عن ابتسامته..ترفع الروح راية سلامها.. تغفو النفس على دروب أمنياتها وأحلامها 

هكذا تُجلى الهموم

*في ذاكرتي العتيقة

أغوص بحثا عن أمنية تتربع على كرسي الأحلام الناعمة

أتعثر في حروف مبعثرة، دمعة حزن، ضحكة فرح

تتشابك الأفكار، تختلط الرؤى، تتعقد المشاهد وتلتقي الأضداد

ألمحها من بعيد.. أطالعها ببسمة ما عدت أعرف في زحمة الفوضى أهي بسمة صنعها يأس أحمق أم بشرى الفجر الوليد

لا أملك إلا أن ألوح لها بكفي .. أتمتم برهيف حرفي .. أتمنى لقاء واعدا يجمعنا من جديد

*من قال إن حياة الإنسان تستقيم بلا هذيان!!

وسوم: العدد 667