همسات القمر75
*على صدر الرياح كتبت قصيدي.. وفي قلوب الطيور الدافئة أودعت نشيدي
رغم تبعثرها في دروب شتّى.. يراودني أمل أن تزهر بذورها المتناثرة هنا وهناك..
لربما تغدو زهرة تُسعد.. أو شجرة وارفة يحتمي بظلالها بائس متشرّد .. أو ثمرة تسكت جوع فقير ..أو ندى يروي العطاشى أعذب نمير ...
لست أحفل بتبعثرها ما دامت رسالة حب وخير.. أينما حلّت.. وحيثما ارتحلت.
*وما البسمة والآه سوى جديلتين ترتخيان على كتف الحياة
إن تحركت الآه.. تبعتها الثانية
وإن ارتسمت البسمة، لحقتها الآه بعبرة دانية
وإن سكنتا.. فهو النوم الذي يتبعه الصحو..
وإن نشطتا.. فهما الشقاوة يعتليان ظهر الموج
ونبقى نحن ملعبهما الذي تهويان..
فلا آهة نقوى دفعا
ولا للبسمة نملك الجحود والنكران
*أتحلو الحياة بغير ارتقاء الذرى؟
أتصفو الحياة بغير إحساس الرضا؟
أتُنال السعادة فيها دون هبة السعادة للغير وزرع بذور الخير؟
شعرة واحدة لربما تقف بيننا وبين المعنى الحقيقي للحياة..من وقف على حدها وأدرك منتهاها.. عرف دربه..رسم نهجه ..سار في طرقات حياته بنايٍ صديق.. ولحن رفيق .. وقلب رقيق
ويا لعذوبة الأنغام حين تسري وئيدة متغلغلة بعمق في الوجدان.
*لدي حرف شقي متمرد
أقمعه ولا أقنعه.. في سجن حروفي أودعه
يرمقني بنظرة عتب..يسائلني عن تبرير أو سبب
أهمس وفي عيني عبرة..وفي أعماقي تسيطر فكرة
لست قاسية يا حرفي.. لكنك لا تحيط بمشاعري ونزفي
نم قرير العين.. فلعل ما بين إغماضة وأخرى..أكسر ما بيني وبينك من خصام وبين..
*حين اطالع سرب الحمام يحلق بمهارة ورهافة في وسط السماء.. أبتسم
حين أرى الزهر يتمايس كعروس ذات حسن ودلال.. أبتسم
حين أرى البدر في عليائه.. لسحره الطاغي وجماله أبتسم
شكرا لكم يا من تصنعون بسمتي وتسكنون مهجتي
*حين أطلق لقلمي العنان.. يأخذني في دروب شتّى
يصعد بي جبالا.. يهبط بي منحدرات
يصنع لي جناحين، يربت على الكتفين..
يجعل الأحلام حقيقة.. يكسب يومي بريقه
حينا يرسم بسمتي.. وآخر يسكب دمعتي
حينا نكون صديقين.. وآخر متنافرين متشاكين
أحب قلمي وجنونه.. وأظنه يحبني وشقاوتي
*بعض الذكريات تتسلق جدران الذاكرة..تتعربش متربعة على أعلى بقعة فيها ..
عنيدة شقية، كلما ناديناها وأغريناها لنضعها في أسفل قرار.. زادت تسلّطا وتجبرا.. وسقتنا كؤوس المرار!
*حين أشعر أنني لست بخير أدرك أن روحي مبعثرة في دروب شتى، هائمة في متاهات الضياع والالتياع..
أعجز عن لملمة شتاتها..
يرمقني البدر بحنانه ويبعث لي نور سراجه
يشدّ البحر أزري..يصغي بعمق لهمسي وسري
يبعث الزهر عبيرا.. يسقيني نداه نميرا
يحلق الطير بعيدا كمن يحاول إشغال طفل عن بكائه بما هو أجمل وأبهى
تظللني شجرة وتحنو بأغصانها.. لأسترخي في أحضانها
أعجز عن لملمة شتاتي.. لكنهم.. يعيدونني لذاتي
ما أوفاهم من أصدقاء!
وسوم: العدد 670