همسات القمر80
*تتفلت مني الأفكار وتراوغني كطفل شقي يهوى لعبة الاختباء
تظنني سأتوسل إليها لتستقيم في بوتقة محبرة أغمس فيها قلمي، أستسقيها مدادي
أهز كتفي وأتركها تحترق في دروب بعثَرتها وأمضي مولية ظهري دون اكتراث
*يسبيني الطير ويأخذني في دروب تحليقه ذاهلة عما حولي
أبتسم له بقلب محب..أهمس لنفسي أمنية أودعها نسائم الربيع تحملها كأم رؤوم إلى تربة تناسبها
وإلى حين إزهار الأماني.. أجدّ في دروب الحياة بعزم وتفاؤل وأمل ..
*تسير أفكاري في دربها الطويل الطويل الذي لا تلمح له نهاية
يرهقها السير، تدمى قدماها لكثرة ما تتعثر به في سيرها وتتقرح
كلما وجدت واحة تستفيء في ظلالها وتستروح من معينها.. لم تدرك سوى السراب والأرض اليباب
تعود بجراحها وعثراتها مطأطأة رأسها، متعلقة بقوس علامة استفهام لم تجد غيرها لتتشبث بها..
أتراها تدرك واحتها بعد العناء؟
*وكأن الصباح عصا سحرية تعيد صياغتنا من جديد
روح كنهر جار بهدوء صبية حالمة
نفس كفضاء رحب يفتح ذارعيه ليسع الكون كله حبا ونقاء
ذات كزهرة ربيع تتمايس زهوا وتختال جمالا
قلب.. يحاكي قلوب الأطفال براءة وطهرا وصدقا ..
ويبقى للصباح حكاية بألف حرف، وألف ترنيمة وألف عزف
*ماذا لو فكر البشر جميعهم بقلوبهم بدلا من عقولهم؟
ماذا لو نطقت الإنسانية فيهم بدلا من صراخ مصالحهم؟
ماذا لو تدفقت أنهار عواطفهم بدلا من براكين دمارهم؟
ماذا لو كان الإنسان إنسانا.. إنسانا فقط وليس أكثر
يا ترى كيف سيكون شكل الكون؟
*عيناي تدوران في الأفق الرحب
عيناي تائهتان، شاردتان..
تقرأن، تفهمان، تثوران، تبكيان
عيناي ترحلان إلى أبعد مدى
إلى سماء تصغي لترانيم أطيارها
إلى أرض تتعانق وجذور أشجارها
إلى بحر عميق عمق حزن يسكنهما
إلى نهر يجري بأفكارهما ومشاعرهما
إلى ....
عيناي لا تعرفان اليأس
تبتسمان للفرح الغائب تمدّان له بساط الأمان.. علّه يرمي عصا ترحاله التي أخذته عنا بعيدا
علّ النفس تبرى من لوعة الترقب والشوق والتحنان..
*سأزرع حرفا هنا.. كلمة هناك..
بسمة في أرض المنى ..
سأزرع بقلمي وقلبي.. برهيف مشاعري وحبي..
بريشتي تقتات ألوان قوس قزح
بشدوي يتهادى وأنسام الفرح ..
سأزرع وأزرع وأزرع ...
وسأنتظر بصبر وشوق وتفاؤل يوم الحصاد
*أهرب من نفسي صوب نجمات السماء
صوب بدر يغزل من ضيائه جدائل يمدها حبل وصل بيني وبينه
صوب سماء تعكس صدى نفسي في صفحتها الرائقة.. لأكتشف أنني لا أستطيع الهروب منها ولا التفلت من عالمها..
أنكمش على ذاتي.. ألملم بعضي على بعضي .. يسري على شفتي همس لا يكاد يُسمع.. أجدني انغمست في غناء هادئ لنفسي
أهدهدها.. أربّت على روحها الهائمة.. أقبّل وجدانها.. أحملها على نسائم السكينة والسلام
أعانقها مجددا..وأهرب بها ومعها بعيدا عن أنياب الواقع إلى عالم الخيال والاحلام!!
*لا أجيد السباحة.. رغم حبي الشديد للبحر، أخاف الغرق في أعماقه
أنخاف من نحبهم؟
وسوم: العدد 674