همسات القمر 90

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أية ريح مارقة قلبت قدر أحلامي وسكبت أمانيّ في دروب الضياع؟

أي قلب تمتلك هذه الريح.. وأية يد جبارة تبطش دون أن تكلّ أو تستريح..

تمهلي أيتها الريح العابثة.. فلست صيدا ثمينا لك ولألاعيبك السمجة

لست الأرض الخصبة التي تزرعين فيها هوج أفكارك وخبث أسرارك

إن كنت أنت الدمار في زمن الضياع والانحدار

فأنا الأمل والعزم والتصميم والإصرار ..

ولن أخيب

*نسمة في الروح..

عفوية كبراءة طفل في مهده الأول لمّا يعرف الحرف ومعناه

تناجيني بهمس لذيذ ينساب بين جوانحي ويجعلني كما الطير يهوى التحليق بعيدا إلى أبعد مدى

من دفء عيونها أرتوي.. من دفقات فؤادها أرشف معنى الحياة..من بسمتها تنتشي النفس وترتسم بسمة صادقة على الشفاه

غمرتني حبا.. وحملتها في قلبي نبضا

ملكتني روحا.. وملكتها في صدري أُنسا وعطرا ..

فريدة نسمتي ، لمست بعصا سحرها قلبي .. فغدا في فضاء الكون طيرا رقيقا حرا ..

*على شط القصيد.. تتمطّى حروفي كسلا

تتثاءب باسترخاء وترمقني بنصف نظرة وكأنها تطالبني بعتقها

أهز كتفي عدم اكتراثا وأمضي أتمتم في سري

مسكينة حروفي.. لا تدري أنني أنا من أتمنى الانعتاق من إسارها!

*لجدائل القمر أسرار، لا يفهمنا أحد سوانا

نختصر الحكاية بابتسامة، ونفصح عنها بصمت يختلج في القلب، ونظرة دافئة تطل من العيون

*أيتها الشمس الحانية ..

ما بين شعاع و آخر

يهفو القلب لمزيد من ضياء .. تشتاق الروح لنفحات تتعالى على ليل العناء

دعي خيوطك تداعبني .. 

دعيها تتغلغل إلى حيث أنواء تزعجني .. 

أذيبيها .. اصهريها .. دعيها تزهق في مزالق الذهاب إلى غير رجعة 

دعيني أرفل في ثوب الهناء

*أهرب من نفسي

فلا أجد غير نفسي تتلقاني وتعيدني إلى مجاهلها ودروب فوضاها

*من بين دلجة أحكمت قيودها واستبدت تفرد جناحي طغيانها ..

تتسلل الروح وجلة بحثا عن وميض يشرق في أعماقها.. يزيل الكرب.. ويداري دمعها في ليل البرد والعناء..

بعض من أمل يحدوها.. وكثير من نبض تتجاوب أصداؤه في الأرجاء ..

*هنا .. 

قرب نافذتي التي فتحت ذراعيها لطيور مشاكسة تبدأ مناداتي منذ الفجر رغم توسلي أن تتركني قليلا أغفو على لحن هادئ رهيف ..

هنا..وعلى طاولة تتأرجح تحت وقعات قلم هائج أحمق.. 

أسندت وجهي على كفيّ وغرقت في لجة الأفكار المبعثرة ما بين شوق وحنين .. لوعة وأنين ..

نسيت كل ما حولي .. 

طيوري المغرّدة.. قلمي الثائر.. نافذتي التي أرقب منها دوما بشارة الأمل.. أو لربما حمامة زاجل توافيني بحروف تصغي لحديث المقل

نسيت كل شيء.. وبقيت صامتة شاردة متأرجحة ما بين حبل أفكاري وخواطري .. وحديث هواجسي ومشاعري ..

وما بين صمتي وحديث نفسي..

ترتسم الحكاية على جدار الذكريات.. وينفلت عقال القلب بأجمل الأمنيات..

أترى تكون، أولا تكون؟

*و يحدث أن 

يتلاشى المرء بصمت

ينزف بصمت

يبكي بصمت

يعاني خيباته بصمت

يداوي جراح روحه بصمت

....

ما أعجب الصمت كم يتحمل .. وما أعجبنا كم نتحمل الصمت

*أكتبني على ثغر الأمل همسة

أطلقها في المدى البعيد

أقف على بعد حلم أنتظر همسات تناسلت من جيبها العامر بالأمنيات

وعلى بوابتها القديمة.. 

أقطع وقت انتظاري أتملّى مرآة الذكريات ..

أبتسم.. 

بيد .. ألوّح للحلم الآت.. وبالأخرى.. أمحو آثار العبرات

وسوم: العدد 680