همسات القمر 102

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*متشردة في دروب أفكاري

حائرة بين خواطري وأشعاري

لكانني حبل يتنازعه اثنان

أو ضحية أسلمتها يد المكر للمطرقة السندان

أتراها اختلطت الدروب

أم أنني أضعت العنوان؟!

*بيد مرتجفة أخط حروفا مذعورة مختبئة خلف جدران آيلة للسقوط

تبدو كخربشات طفل في بداية تعلمه الكتابة

أتأملها بعمق، تتأملني بنزق..

ثمة شرخ أفرزته مواويل الوجع التي أصبحت ترانيم ليالينا وأحاديث أمسياتنا..

أمسك الورقة بذات اليد المرتجفة

أحيلها أشلاء ممزقة ..

أنثرها في الفراغ .. وأذرف عليها دمعة الوداع..

*نقطة تنهي الحكاية

وسطر يبدأ همسات تتمايس في دنيا الفرح

حلم يراودني

وأغنية بعذب موسيقاها تأسرني

أكثير ما أتمنى؟!

*يا لشيخوخة الحروف 

تتوكأ عصا العجز

وتضع خد الانتظار على حافة الانهيار

إلى أين ستفضي .. ؟

وهل من مأوى دافئ يحتضن تشردها وضيعتها ؟

*أتكئ على صندوق مكتنز بالحكايات والذكريات

تمتد عين الفضول لتختلس بعضا مما رقد فيه

تتراجع نادمة

تحكم إغلاق أجفانها لتغرق مجددا في عالم أحلامها!

*يا مرآة الأماني الغافية على جداول الأحلام الهائمة ..

ماذا تعكسين؟

وماذا سأرى في صفحتك النقية الصافية ؟

*حين يصمت اللسان، تقف الحروف على شفة البوح خاشعة ساكنة ..

تعالج النفس مرارة الكتمان 

وتنفرد الروح بعزف أبلغ من البيان!

*للحلم أقدام ..

أحيانا تقودنا لواقع جميل نتمناه

وأحيانا تقفز إلى واحات السراب غير آبهة بصيحات دهشتنا وألمنا!

أيها الحلم.. لا تغادر.. ففي رفقتك أنس ..وفي مطالعتك ترتسم بهجة الحياة!

*يدور الربيع في نفوسنا كدورته في الكون..

تنوء قلوبنا بشدائد توجعها.. وترهق نفوسنا قسوة الحياة وصروفها المتغيرة.. ويتراكم الجيلد في ذواتنا القابعة في كهف شتوي بعيد.. 

فلا يلبث أن يأتي الربيع حاملا لها نفحة الفرح، باثّا فيها ألحان طيوره وعبير زهوره...

تولد من جديد .. وتغدو طفلا يتضاحك في دروب الحياة.

*حين يتنفس المرء ذكر الله مع همسات الصباح

تغتسل الروح وتسكن النفس لحديث رائق فتان 

تتمازج الذات مع الكون على اتساعه ومداه

تتحرر من عبودية الجسد وقيوده الأرضية

تغدو نسمة من نسمات الجنان

وسوم: العدد 690