كأنك رجلٌ

أخاطبك كأنّك تعرفني

يارسماً مرّ على أسطر دفاتري

لهوت حيناً بأوزان أشعاري

ولهوت شغفاً بلحن أوتاري

كفاك تدخلاً بشجوني

كفاك تطفلاً على سمّاري

احضن كل ما اسمه ..

مفتون بكمال ظلّك

واحلم هناك بعيداً عني ..

مدّ ماشئت من حروف اسمك

انثرها قصائد ملهاة

أرجوزة أوسحابة في الفضاء

 هي سلوانٌ بعقدك ..

هي مولدٌ لقرارك..

وكما هي في قراري ...

هي مولدٌ لحريتك

ويقينٌ ليس سجناً لك

فلا قيد لك ولا .. قيد عليك

********

أخاطبك كأنك تعرفني....

يا فارساً بالأحلام أيقظتني

اخمد حمحمات خيلك...

أوقف  جحافل جنودك....

أوقف كل أطياف أشباحك

دعها تعلو فوق  السحاب

أفرد لها نحور أشرعتك

 وزغرد هناك فوق الأمواج

كفّ عني وحشية اقتحامك

وكفّ عني خيوط شباكك

ابحرمختالاً.. .أومنتشياً

واحرص أن ترسو..في مرافئ هناك

 لا تليق إلاّ .. بكبريائك

 ********

أخاطبك وكأنك تعرفني ...

أغلقت كل المنافذ من حولي

وطمست المعالم بأسفارك

صبغت أستاري بقتيم ألوانك

ونثرت العثرات ببقايا ظلالي

ذ بّ عن ريشك المسافر

هيام الهوى المتقلب

واحضن على أغصان هدبك

صرخة من ألم..

أو قسوة صخر هي ملاذ لحظك ..

********

أخاطبك كأنك رجلٌ.....

هل أبقيت حرفاً من  عهودك

هل أبقيت أثراً من وفائك

لازلت تكمل العزف على أوتارك

لازلت تكمل الغرور بغنائك

********

أخاطبك وكأنك تعرفني......

تغدو عليّ بغشيم سباتي

وتروح منسلّاً بصباحي

أجعلت مفاتنك حكايا أسطورة

أجعلت من لفح عطرك أعجوبة

هاك بعضاً مني .....

هاك بعضاً من أسراري

أنت..أنت  وفي ظلمة جفني

أناجيك أنت موئلي ..

اكتم عن مسامعي شدوآهاتك

واكتم عن ناظري رفرفة جناحيك

اركن إلى دفء عشّك

هادي المنام في حمى قصرك

لا تحمل من أوهام تذكري

شوقاً أو هشيماً ..

هما لحن لنعيي وهما.. ختام عزاؤك

*********

كفاك تدخلاً ...كفاك تبختراً

أخاطبك كأنك تعرفني

ألا ترى كلّ ركابي رُحّلاً...

لا دار مقام إن حنيّت لهم.....

ولا شاد يقصده في صباح أومساء

فما لعالمي فسحة من صيف

وما لعالمي قصر شتاء....

ليس فيه عيسٌ ولا شدو أوحداء

 *********

كفاك تدخلاً ...كفاك فداء

أخاطبك كأنك تعرفني

هاك جلّ إصراري...

هاك سرّ انهزامي.....

أرسمُ مدينة...أرسمُ مملكة..!

يمرّ عليها دهرٌ..يمرّ عليها قهرٌ

هنا القصيد الحزين

 لانجوم في سما  ليله  ولا

ومضات لدروب أو ضياء

كتمتُ سعير النلر

فغابت منه غمائم الدخان

وانكفأت بسكون بعده

أنفاس الجمر ورنين الدلال

غرق الشادي بنزله في سبات

 والجواري معه والجنود العتاه

*********

كفاك تدخلاً...كفاك حنيناً

فأنين الوحدة صدى بين جدراني

يطوف عليّ متوهماً....

هائماً ..خائفاً......

لايدانيه بمسمعه أزيز الرياح

يغازل أطلال خيالك

لا حول له سوى شقوق الأبواب

يطوف هائماً متوهماً...

يخشى الصبح.....

ويخشى...الفجر بهجرك المباح ..!!

وسوم: العدد 694