حلبية تشتكي.. ماعادت تعنيني طفولتي

ماعادت تعنيني الضحكات.. ..يا أمي .....

ما عادت تكفيني العبرات .....

ماعاد يهمني لون شعري ..

أو يغريني يوما طول الخصلات....

فانا اليوم عجوز ..

تسكن على جفوني رمال الأزمنة

وعلى كتفيّ تعيش أيامي القتيلة 

تحيا من جديد في كل يوم 

كقصص الرعب في الأساطير والروايات

ما عاد تعنيني أفراحي ..يا أمي 

فأنا طفلة تشتاق غرفة نومها ...

ووسادة تنام إلى جوار ألعابها ..

ومنضدة طعام مستديرة ..

وكأس شراب...وملعقة 

و ما زال فمها ينتظر بشوق تلك الشطيرة .....

ما عاد ت عيوني يا أمي.. عيوني ....

غادرتني إلى السماء ...

لحقت بروح أبي .. 

ما عادت عيوني ...

وقد سكنت فيها أسئلة تنتظر أجوبة خطيرة

ما عادت تعنيني طفولتي ...

ما عادت تبهرني أحلامي ........

لقد اغتالتها ..

أياد ملوّثة بالدم و سياسات دول حقيرة ......

الأديبة مريانا سواس - حلب

نص "ماعادت" من: قصائد من زمن الحرب

وسوم: العدد 694