همسات القمر 122
*ولا زال قلم الحياة يسطّر حروفه على صفحات قلوبنا ليكتب فصول روايتنا
ترى، كيف ستكون النهاية؟
*ينكمش الفؤاد ويتمحور حول ذاته هربا من سياط الحياة اللاذعة..
ينتظر شروق شمس دافئة تفرش له من شعاعها الحريري بساطا يغفو عليه بأمان وسلام
وما بين نبضة وأخرى، آهة وبسمة.. ونفس تتأرجح على حبال واهية لا تملك سوى حلم تستند عليه، وأمل تستمد الثقة من دفء مقلتيه..
أيصيب سهم الأماني كبد الفرح ؟
*ما أصعب أن يظن المرء الحلم حقيقة..
وما أصعب أن تغدو الحقيقة مجرد حلم لا نراه إلا في تفاصيل نرسمها بريشة الأماني ونشدوها في ليل الوحدة والانتظار!
*كنت أحسبني محظوظة لأنني لم أعش فترة احتلال فلسطين وما صاحبها من أحداث وكوارث يشيب لهولها الولدان
كثيرا ما أفكر فيهم، وأحاول اقتناص مشاعرهم، مجرد التفكير فيما جرى لهم يملأ نفسي غضبا وألما، فكيف هم وقد عاشوا المأساة بتفاصيلها الظالمة؟! مجرد أن أضع نفسي مكانهم، أشعر بفقد الصبر وعدم القدرة على التحمل، فكيف بهم؟
لم أكن أحسب أن خلف الستار فصولا أخرى لجريمة ضياع فلسطين ونكبة أهلها
لم أتصور بعقلي القاصر أن تطغى الإنسانية وتتجبر في فوضى همجية مجنونة لا تبصر
لم أتوقع أن الفصول الأخرى لهذه الجريمة، ستكون نسخة عن الفصل الأول تحت تصفيق وتشجيع دولي خبيث ماكر، وصمت وخذلان عربي عاهر..
لك الله يا سوريا
لك الله يا عراق
لك الله يا يمن
لك الله يا فلسطين
لك الله يا ...ويا ... ويا.......
اللهم اغفر لنا وارحم عجزنا وضعفنا
*كثيرا ما نبتعد عن ضجيج الحياة طلبا لهدوء أنفسنا، لنفاجأ بأن ضجيج دواخلنا أكثر إزعاجا وعبثا وحيرة..
*وليت في صفحة السماء الصافية تتجلى حروف قصيدة تتلفع عباءة الصمت وتسبح في سكون الفضاء
وليتها تُقرأ بشفافية لتكون كسهم النقاء الذي يصيب كبد الحقيقة فلا لوم ولا عتاب ولا وخز عناء..
وليتهم يصغون بصدق لحديث قلوبهم، ليدركوا أن الأمور ليس بسطحيتها ومظهرها الذي لربما يظهر القسوة والشدة ويبطن في جوفه أسمى وأعمق معنى للوفاء
وكم من أشياء تبقى في دواخلنا، كظل يلازمنا أو كنبتة دائمة الخضرة لا تعرف الموت إلا بموت قلوبنا وفناء أجسادنا ..
إيه يا دنيا.. في صفحات كتابك الكبير، تتسمر العينان تستنطق فيك بعض أمل
تغفو وحديثها يدمدم بأحاسيس الفؤاد وأهازيج النفس الرامية إلى السلام ..
متى يكون؟
*أقف أمام مرآة نفسي أستجلي دواخلي بشفافيتها ونزاهتها
تفهم صمتي، تدرك كل نبضة في خافقي، تستوعب أحاسيسي ومشاعري ..تتلمس كل رجفة ذعر، تحصي كل آهة وأنين..
تحادثني في سكون وحدتي، وكأني بها أم مشفقة على وحيدتها من يد الوجع تبطش بها وتنال منها ..
طورا تحنو وتقدم الأمل .. وآخر تمدّ همة وعزيمة لمواجهة العوائق والعلل
وفي حديث النفس الصادق قبضة صبر
وفي حديث النفس الصادق حمد وتسليم وشكر!
وسوم: العدد 701