همسات القمر 124

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يتنفس القلب ذكريات تبعث فيه نشوة من فرح

يتفيأ أشجار حب تلقي ظلالها بساطا من سلام وأمان..

وحين يشتدّ به الكرب وبعتلقه الجدب .. 

يرتقي سلم الروح الباحثة عن نورها السرمدي الذي لا يخيب ..

يتردد في جنبات النفس حديث رجاء وهمسة دعاء

يخفت كل شيء سوى صوت خاشع متبتل ..

يا رب .. يا رب .. يا رب

*وكم تبدو الحياة حقيقة فلسفية يصعب تفسيرها أو الغوص في مجاهل ألفاظها ومعانيها

وكم تختال سحرا وبيانا ينطق من دواخل نفسها ما يتراءى لوحة تستجمع القلوب وتخلب لبّها

وكم تخفي وتبطن تظهر وتعلن تكسر وتجبر .. 

وتبقى النفس الإنسانية دائرة في جنون تسارعها ما لم تتخذ لها طوقا من نجاة ينشلها إلى عالم روحاني نقي ترتقي به مكتسبة قبسا من نور سماوي لا يخيب

 *حين يستشعر المرء كلمة الله في ضميره وتبلغ تمامها وكمالها في نفسه .. تكون ساعة الفصل والحسم بلا تردد ولا تأخير

وإن تألم لبعض العواقب، بيد أن حلاوة الطاعة تربّت على قلبه الموجوع وتبشره بأن ما عند الله هو خير، كل الخير

*تتراءى لي خواطري هلوسات في ليل حلم طويل..

لست أدري أهو كابوس يعبث بي

أم أنها الحقيقة تتجلى في ثنايا الليل الغافي على بحر قاتم متلاطم الأمواج..

*خير لك أن تصبح بقايا إنسان يدبّ على الأرض تصارعك الأوجاع ذات يمين وذات شمال

من أن تصبح بقايا ضمير لا تسمن ولا تغني من جوع

خسارة الحلم والأماني الدافئة قد تكون هي الحياة كل الحياة

وخسارة الضمير موت ما بعده موت

*لدي نفس لا ترحمني بتقريعها ولومها

والعجيب أنها تعذر الآخرين ولا تعذرني حتى لو كان الموقف واحدا

تشتد علي وتعبس في وجهي وترفع عصا تأنيبها دون رحمة فأغدو بين يديها طفلا مذنبا لا حول له ولا قوة أمام جبروتها وسطوتها..

أدرك أنني لا أستحق منها كل هذا، خاصة أنها تعاتبني وتلومني بذنب ومن غير ذنب، أكاد أعلن ثورة عليها وأتهمها بالقسوة والكيل بمكيالين وأشياء أخرى تستعر في نفسي كحمم بركان هائج، أو كموج تصفعه رياح عنيفة فيثور متلاطما لا حد لثورته..

بعد هنيهة.. أجدها عادت تربّت على روحي وتعتذر مني وتحاول التخفيف عني مدركة أنني لا أستحق منها هذا

أكاد أخاصمها وأنأى بوجهي عنها وأقول لها إنني غير قادرة على مسامحتها.. لكن كلامي رغما عني يتحول بسمة تمد يديها الدافئتين محتضنة نفسي من جديد ...

كوني رؤوفة بي يا نفس .. فلا أستحق منك هذه الشدة وأنت أنت خير من يعرف داخلي!

*متى يغدو الفرح محبرة أقلامنا؟

ومتى يغدو الفناء مقبرة أوجاعنا؟

*وقد يكون الفرج على بعد استغفار ودعاء

لسان ذاكر، وقلب متكئ على أرائك الرجاء

وسوم: العدد 702